Quantcast
Channel: صحيفة الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 134312

القدس.. قلب الأمة في حالة حرجة تتطلب الإنعاش

$
0
0
أبوظبي: فؤاد علي

ناقشت ندوة «تمثلات مدينة القدس في الثقافة العربية المعاصرة» والتي عقدت في ختام مؤتمر «القدس..المكان والمكانة» البعد الشعري والمسرحي والأدبي لمدينة القدس، وشارك فيها نقاد وباحثون عرب، وأدارها محمد الحمادي، رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين.
تناولت الدكتورة وفاء الشامسي في ورقتها حول تمثلات مدينة القدس في الشعر العُماني نموذجاً، والتي ظهرت في قوالب شعرية شتى، منها القالب الديني و التاريخي والأسطوري والروحي، انتقالاً إلى الجانب الوجداني وغيره من الملامح العامة التي يتسم بها الشعر العماني المعاصر، مشيرةً إلى أن الشعر العماني مملوء بفلسطين ونكباتها.
تقول الشامسي: عندما نقلّب الأوراق للعودة إلى حضور مدينة القدس في القلب العُمانيّ، فإني أستحضر نص برقيّة نشرته جريدة الشباب المصرية عام (1947 م) بُعث من أهالي مسقط إلى وزير المستعمرات البريطاني احتجاجاً على مشروع تقسيم فلسطين، حيث إن العُمانيين احتجوا على قرار اللجنة الملكية البريطانية الخاص بتقسيم فلسطين قبل صدور قرار الأمم المتحدة عام (1947م)، وجاء في متن هذه الرسالة ما يلي: «نحن -أهالي مسقط - نشارك إخوتنا أبناء فلسطين سكّان الأماكن المقدسة، ونؤازر العالمين العربي والإسلامي في الاستنكار الشديد والاحتجاج الصارخ على قرار اللجنة الملكية القاضي بتقسيم فلسطين، ونطالب بإلغاء ذلك القرار، وإبقاء فلسطين لأهلها العرب وفق ما تمّ الاتفاق عليه بين الفرقة البريطانية وبين ممثلي العرب عام 1910م» وقد وقّع على البرقية زهاء خمسين عالماً ووجيهاً من مسقط.
المفكر والدبلوماسي الدكتور يوسف الحسن «الإمارات» قال: أود أن أشير إلى نقطة أستشعر الحاجة إلى ذكرها وهى: أن فلسطين بعامة، والقدس بخاصة ظلت وما زالت في ضمير وفؤاد الإمارات قيادةً وشعباً، وبعيداً عن المزايدات أو الادعاء، وقد قالها بوضوح وبملء الفم، راعي هذا اللقاء، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أثناء افتتاح هذا المؤتمر: هنا في الإمارات القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين العربية.
وأضاف هذا هو هو موقفنا بالأمس واليوم وغداً، نؤكد عليه في مئوية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، المؤسس والقائد والوالد.
و أوضح الحسن أن القدس اليوم في أخطر مراحل تهويدها؛ حيث يُسرّع الاحتلال في مدارس القدس المحتلة من خلال إدخال مناهج «إسرائيلية»، مؤكداً أن القدس تمر اليوم بمحن شتى أكانت محنة التهويد، محنة طمس المعالم لتزوير التاريخ، سلب الحقوق، وطرد المقدسيين وبخاصة المسيحيين المقدسيين، داعياً لتجاوز مسألة تقصير النظام العربي الرسمي تجاه القدس بما فيه النظام الفلسطيني، بسلطتيه المتفرقتين في غزة ورام الله، وتهافت سياساتهما، والعمل على التركيز على المؤسسات المدنية الشعبية وقوى المجتمع المدني والنقابي وعالم الثقافة والجامعات، وسأل الحسن: أين موقع القدس لديها؟ وهل تحتل مدينة القدس مكانة مرموقة في اهتماماتها وأنشطتها وبرامجها، ونتاجها الثقافي؟ أم أن اللامبالاة والسلبية والقصور تجاه قضية القدس أصابتها أيضاً؟
وأعرب الدكتور يوسف الحسن عن أسفه؛ لأن القدس لم تحظَ بمساق مستقل جامعي، حتى في الجامعات الفلسطينية، ما عدا جامعة القدس المفتوحة والجامعة الأردنية، مشيراً إلى أن بعض الجامعات قد ترد القدس في ثنايا الموضوعات، واصفاً تلك الحالة بالظاهرة السلبية، ففي الجامعات العربية والمدارس العربية وبمناهجها تفتقر إلى مادة شاملة عن القدس.
وذكر أن الإحصائيات تشير أن من بين 3 آلاف صفحة من مادة التاريخ التي يدرسها الطالب العربي في 13 دولة عربية، هناك 8 صفحات عن القضية الفلسطينية قبل عام 1948 بشكل عام.
وتابع كيف ستتعامل الأجيال الشابة مع قضية القدس؟ بل أكثر من ذلك فإن المادة العلمية لمساق الثقافة الإسلامية أو التربية الإسلامية لا تتعرض للقدس، كما تبين الإحصائيات أن الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية بالجامعات العربية لا تتعرض للموضوع، لهذا أتمنى أن يوصي مؤتمرنا في بيانه الختامي أو في إعلان أبوظبي عن القدس «بمبادرة لوضع مقرر دراسي عن القدس في كل جامعاتنا العربية ومدارسنا» ويمكن أن تسهم في تصميمه رموز ثقافية وتخصصات تاريخية وقانونية وروحية واجتماعية، وقد سبق لاتحاد الجامعات العربية أن اتخذت قراراً في عام 2005 بهذا الشأن، لكنه كان قراراً اختيارياً وغير ملزم، طبقته جامعة في الإمارات وأخرى في الأردن.
وتطرق الدكتور عقيل المهدي «العراق» إلى أهمية المسرح في الترويج للقضية الفلسطينية العادلة، واقتبس عبارة للأديب غسان كنفاني، «الصهيونية ابتدأت بالأدب والفن قبل أن تنتقل إلى صهيونية السياسة» وهذا ما حدث، فقد كتب هرتزل 17 مسرحية، منها مسرحية «الجيتو الجديد» يصرح فيه البطل أنه يريد الخروج من هذا الجيتو الذي يعيش فيه، وهو يخاطب اليهود الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا وغيرها من دول العالم بالعودة إلى أرض الميعاد، داعياً العرب إلى ضرورة فهم أهمية المسرح والاستفادة منه لنقل وجهة النظر العربية حول قضية القدس، فالمسرح «الإسرائيلي» أظهر العرب على أنهم رعاة غير متحضرين، ولذلك يجب أن تكون القدس حاضرة دائماً في المسرح العربي.
وأوضح المتوكل طه «فلسطين» أن الحديث عن القدس إنما يعني كل ذرة من جغرافيا فلسطين المحتلة، وأنه ينبغي للمثقف العربي مراعاة ذلك، والقدس تهودت بوتيرة سريعة، وقام الاحتلال بالتضييق على الناس في المدينة من خلال مجموعة من القوانين وصل عددها إلى 13 قانوناً؛ لتفريغ المدينة من سكانها، ويحل محلها سكان من اليهود، وعلى المؤسسات العربية دعم أهل القدس لبقاء عروبتها.

غياب الوعي بالقدس

قال الدكتور يوسف الحسن: هل للقدس مكان لائق ومؤثر في ثقافتنا العربية الأسرية، والتربية في مدارسنا؟ وفي فنوننا وغنائنا وفي المحتوى الرقمي وألعاب أطفالنا بما يعزز الوعي بهذه القضية؟ للأسف لقد اختفت أو كادت من عقول التلاميذ ومعارفهم، في المدارس والجامعات العربية، وهنا أستشهد بمقولة لأحد أساتذة كلية التربية بجامعة الأزهر يقول فيها: «اختفت القضية الفلسطينية وغاب الوعي بها، من عقول الطلاب، حينما هُمشت القضية في كافة المناهج الدراسية، من أجل اتفاقيات لم تعطنا أية نتائج»، ويبدو أن شيخ الأزهر، مشكوراً ومقدراً، قد اتخذ قراراً بوضع مساق كامل عن القدس يدرس في المعاهد الأزهرية وجامعتها، إثر القرار الأمريكي المتعلق بالقدس.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 134312

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>