Quantcast
Channel: صحيفة الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 134312

انطلاق الدورة الثامنة لمهرجان الشارقة للمسرح المدرسي

$
0
0
الشارقة: علاء الدين محمود

انطلقت أمس، في قصر الثقافة فعاليات المرحلة الختامية من الدورة الثامنة لمهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، بمشاركة 18 عرضاً من مدارس الشارقة والمنطقتين الشرقية والوسطى، بحضور عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ولجنة التحكيم المكونة من: الفنانة خليدة الشيباني، المخرج محمد العامري، والكاتب عبد الله مسعود.
وشهد اليوم الأول تقديم ثلاثة عروض هي: مسرحية «طيف» لمدرسة الرويضة للتعليم الأساسي- بنات، و«بلا قبعة» لمدرسة الشفاء بنت الحارث للتعليم الأساسي- بنات، و«دمية صباح» لمدرسة أم الفضل للتعليم الأساسي بنات.
مسرحية «طيف» من تأليف وإخراج فاطمة السلامي وليالي طه، قدم فيها الممثلون أداء مميزا يدل على خضوع الطلاب لورش تدريبية عالية، كما جاءت الحلول الإخراجية متوافقة مع عمل مسرحي مقدم للأطفال، حيث لجأت مخرجة العرض إلى توظيف الكثير من عناصر قطع الديكور المناسبة لتوصيل فكرة العرض للصغار، مع الاستعانة بعدد كبير من الممثلات حتى يأخذ العرض بعضا من الطابع الاستعراضي.
قصة العرض تحكي عن الفتاة الصغيرة «طيف»، وهي من أصحاب الهمم، فهي مصابة بمرض التوحد، وتجد صعوبة في التعامل مع من هم حولها، فتلجأ إلى دميتها، وتعيش في عوالم معزولة ترفض التحدث إلى الآخرين، فأختها تعاملها بقسوة، وتتمنى لو أنها لم تكن أختاً لها، غير أن «طيف»، تفاجئ أختها بأنها تعرف يوم عيد ميلادها وتطالبها بإقامة حفلة في هذه المناسبة، لتتأثر أختها كثيرا وتشهد العلاقة بينهما منعطفا جديدا.
ركز العرض من خلال تناول إنساني على قضية هذه الشريحة المهمة في المجتمع، نسبة لحساسيتها، خاصة أن بعض الأسر تخجل من وجود طفل التوحد بينها، فتحاول أن تخفيه عن المجتمع، ونلحظ ذلك في تفاصيل المسرحية، فالأسرة والمجتمع يتعاملون مع «طيف» على أساس أنها مصابة بالجنون، بينما هي تفهم كل ما يدور حولها، ما يسبب لها الشقاء، وتعرض المسرحية حجم المعاناة الكبيرة التي يعيشها أصحاب مرض التوحد، حيث يحتاجون إلى معاملة تعين على دمجهم في المجتمع، لا أن يعيشوا في عزلة منكفئين على ذواتهم، وهي رسالة للمجتمع كافة وللأمهات والأسر بشكل خاص، في كيفية التعامل مع طفل التوحد.
اختتم العرض بأغنية تحمل مضمون تلك الرسالة المهمة التي تحض على ضرورة التعامل الإنساني مع شريحة أصحاب الهمم كجزء لا يتجزأ من المجتمع.
مسرحية «بلا قبعة» من إخراج فاطمة مصبح الحافري الكتبي، عمل يحمل فكرة رمزية الدلالة، وتحكي قصة العرض عن فتيات يخرجن في نزهة في الطبيعة في مدينة القبعات، وهن يرتدين قبعات يحرصن على ألا يخلعنها، وعندما قامت إحداهن بخلع القبعة صاحوا فيها محذرين، فهذا عمل سيئ ويجلب سوء الطالع حسب العادات والتقاليد التي تربوا عليها في مجتمعهم، حيث الفتيات يولدن هناك بهذه القبعة، لكن الفتاة تتحدى عادات المجتمع وتقوم بخلع القبعة، لتكتشف عالما مختلفا تماما، وتقبل على جمال الطبيعة والحياة من دون شيء يغطي رأسها.
جاء العرض مبهرا في الإخراج وتوظيف عناصر السينوغرافيا والأداء التمثيلي، يدعو لرفض التنميط والاستسلام لأنواع وقوالب الأفكار الجاهزة، ويحض على ضرورة التفكير خارج الصندوق الذي ترمز له القبعة، والإقبال على الحياة ومباهجها دون حذر أو مسلمات، أو حمل أية أفكار متشددة تحول دون أن يتمتع المرء بحياته، فالعيش خارج القبعة يعني الحرية والاستمتاع بمباهج الحياة، وهو الأمر الذي تكتشفه الفتاة، وتخبر أمها وبقية صديقاتها به، ليحذوا الجميع حذوها ويخرجوا من كهف أفكارهم الخاطئة التي تربوا عليها.
يجمع العرض بين الرمزية والبساطة في ذات الوقت، ويدعو إلى الوعي الحقيقي، وهو رسالة موجهة بشكل أساسي للأطفال ليتحلوا بالشجاعة والإقدام على اكتشاف الأشياء من حولهم دون أفكار مسبقة تشوش تفكيرهم.
فيما جاء العرض الثالث «دمية صباح»، من تأليف وإخراج ليلى حسن علي، مميزا وحافلا بتوظيف التقنيات المسرحية من مؤثرات صوتية وأزياء وعناصر السينوغرافيا.
يحكي العرض قصة الفتاة «صباح» التي تولد في بيت لسيدة قاسية وأم لطفلتين، لتعيش صباح في جو القسوة من الأم والفتاتان، فهن يجعلنها تخدمهن في الأعمال المنزلية، غير أن «صباح» فتاة تتمتع بذكاء شديد، فقد شاركت مع الطفلتين في مسابقة للقراءة، لتفلح في التأهل للمراحل النهائية عندما أجابت عن كل أسئلة لجنة المسابقة، بينما كان مصير الفتاتين هو الفشل، الأمر الذي يصيب الأم بالحسرة فتنمو لديها مشاعر الحقد والحسد على الفتاة المسكينة، وتقرر مع بنتيها منع صباح بكافة السبل من الذهاب للمشاركة في المراحل الختامية، ويتوصلن إلى فكرة شريرة، وهي وضع جدول قاس لها من الأعمال المنزلية، وتصيب صباح جراء ذلك الحيرة واليأس وتشكي همومها لدميتها، فتقرر الدمية وبقية الدمى والطيور في المنزل مساعدتها على أن تتفرغ هي للمذاكرة والقراءة والمشاركة في حفل الختام، وقبل عودة الأم والفتاتان كانت صباح قد أنجزت كل الواجبات المنزلية وشاركت في الفعاليات الختامية لمهرجان القراءة، لتأتي لجنة المهرجان إلى المنزل وتخبر الأم بفوز صباح بالجائزة الكبرى، وهي تاج القراءة والسكن في قصر البلدة، غير أن صباح تطلب من اللجنة أن تسكن أمها وأختيها معها، فتوافق اللجنة على هذا الطلب لتبدأ علاقة جديدة بين صباح وأسرتها.
تحمل المسرحية رسالة الرحمة والتواد بين الناس وضرورة العطف على اليتيم والاهتمام به، وعدم تربية الأسرة لأطفالها على مشاعر الكراهية والحقد والتنافس الضار بين الأبناء.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 134312

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>