Quantcast
Channel: صحيفة الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 134312

الشيخة فاطمة قلب ينبض بالخير والسعادة للجميع

$
0
0
أبوظبي:رانيا الغزاوي

نظم جناح مؤسسة بحر الثقافة في المعرض محاضرة تحت عنوان «رحلة في قلب وعقل أم الإمارات»، حضرها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، والشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة بحر الثقافة، وعدد من القيادات النسائية.
قدمت المحاضرة الإعلامية عبلة النويس التي اصطحبت الحضور في رحلة في قلب وعقل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، من خلال كتابها الصادر حديثاً بعنوان «هكذا تحدثت فاطمة بنت مبارك»، والذي يرصد المسيرة العطرة لسموها منذ نشأتها مروراً بإسهاماتها الاجتماعية والثقافية، كما يتضمن الكتاب مجموعة من الحوارات التي أدلت بها سموها في سنوات مختلفة بداية من عام 1980 وحتى عام 2003.
قالت النويس: «إن أم الإمارات شخصية عظيمة لا تتكرر، عرفتها عن قرب لمدة تزيد عن 40 عاما عندما كنت الصحفية والمستشارة الإعلامية الخاصة بها، ومهما تحدثت عما تمتلكه سموها من طيبة القلب ورجاحة العقل فلن أوفيها حقها، فلطالما شغلت بقضايا المرأة الإماراتية والعربية، وتسليحها بالعلم، حتى إنها مازالت تحرص على حضور حفل تخريج طالبات جامعة الإمارات كل عام».
وأضافت: «كانت زوجة من طراز خاص، حيث شاركت في بناء الدولة، وكانت تستقبل في منزلها كل من يرغب في رؤيتها والتحدث اليها، وكانت صلة الوصل بين المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمواطنات، للتعرف إلى متطلبات المرأة ومشاكلها واحتياجاتها، ويظهر اهتمامها بالمرأة جلياً عندما أسست جمعية المرأة الظبيانية في أوائل السبعينيات، والاتحاد النسائي العام فيما بعد، الذي تحرص حتى الوقت الراهن على حضور أنشطته واجتماعاته، ولم تكتف بدورها على الصعيد المحلي، فقد أسست منظمة المرأة العربية في القاهرة، وبفضل جهود سموها وصلت المرأة الإماراتية إلى قدر من الرفعة وشغلت مناصب قيادية بالتساوي مع الرجل، ولا ينسى لها دورها العظيم في دعم قضايا الطفل».
وأكدت النويس أن مسيرة «أم الإمارات» لم تكن سهلة فعندما تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الحكم في أبوظبي عام 1966، عمل بحكمته وقدراته القيادية من أجل تطوير مجتمعه وشعبه للحاق بركب التقدم، وكان وجود «أم الإمارات» إلى جانبه في هذه المسيرة الشاقة عاملا إيجابيا ساهم في جعل هذه المهمة أقل صعوبة، فقد كان الشيخ زايد يؤمن بأن الإمارات وهي تنطلق نحو التطور في كل الأصعدة، لا يمكنها أن تنكر على المرأة دورها التنموي الاجتماعي، وإلا كانت كمن تخلى عن مورد طبيعي ثمين، وفي هذا الإطار، أدرك أن سموها يمكن أن تؤدي دورا كبيرا في تغيير وضع المرأة وتحسين حالها، وبالفعل كانت رفيقة الدرب وشريكة الكفاح للقائد المؤسس في كل المواقف الحاسمة، ومنذ قيام الاتحاد ساهمت مع الشيخ زايد في تشجيع المرأة على التعليم، والالتحاق بالعمل، حيث كان ذلك منهجا يوميا وعمليا ساعد القيادة السياسية في دولة الإمارات على تحقيق المنجزات التي تمتعت بها المرأة على كافة الأصعدة.
وقالت: «إن من يتأمل مسيرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك يجد نفسه أمام إنجازات ضخمة تعددت مجالاتها وأبعادها الدينية والخيرية والإنسانية والاجتماعية، فسموها صاحبة أثر عظيم ودور بارز في رفع مكانة المرأة في مجتمع الإمارات خصوصا والمجتمع الدولي بصفة عامة، وأهم ما يميز مسيرة العمل التي قادتها سموها أنها كانت ولاتزال حريصة كل الحرص على تحقيق التوازن بين الأخذ بكل مقومات التطور العصري والحفاظ على تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتقاليدنا العربية الأصيلة والوفاء بالمسؤولية الأولى للمرأة، وهي مسؤوليتها تجاه أسرتها وأبنائها».
وأكدت النويس أن سموها أدركت المهام الكبيرة التي تنتظرها كقائدة للحركة النسائية في الدولة والدور المهم الذي عليها القيام به من أجل وطنها، إضافة إلى فهمها العميق لمعنى المسؤولية الملقاة على عاتقها وأن دورها ليس تشريفا بقدر ما هو تكليف التزمت به وعليها أن تؤديه على الوجه الأفضل.
وقالت: «إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك اختطت مبادئ للعمل منذ البداية وسارت عليها طوال مسيرتها، ومازالت تلتزم بها، وقد استلهمتها من نهج رفيق الدرب الوالد المؤسس الشيخ زايد، مثل احترام الماضي بكل ما يحمله من أصالة وعراقة، والعمل بوعي وثقة لتحقيق التوازن بين الماضي والحاضر لصنع مستقبل يقف على أسس متينة، وهو تطبيق للمقولة الخالدة للشيخ زايد: من ليس له ماض.. ليس له حاضر»
وأضافت: «اللافت أيضا في هذه العلاقة مع الماضي هو ما تتسم به من قدرة تلقائية وقدر كبير من الوعي في التعامل مع الماضي وتفكيكه واختيار الأسس الأصيلة فيه، والتي طالما منحت المجتمع الإماراتي والعربي بشكل عام، ملامح خصوصيته لتكريسها في نفس الأجيال المتتالية مثل احترام الصغير للكبير والكرم ونجدة الملهوف والفخر والاعتزاز بالوطن والهوية الوطنية بكافة مفرداتها».
وبينت أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أولت قضية التعليم بشكل عام، وتعليم المرأة بشكل خاص، اهتماما كبيرا.
وأكدت في ختام المحاضرة أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك شخصية استثنائية أضاءت حياة بنات الإمارات وزرعت الأمل في نفوسهن، واستطاعت أن تنقل رؤية وأحلام القائد والمؤسس وتحولها إلى حقيقة على أرض الواقع، وطوال هذه السنوات لم تتغير سموها ومازالت تتمسك بتقاليدها وأصالتها وتحلم بتحقيق المزيد وتستمع للجميع ولا تبخل بالمساعدة على أحد، وتملك قدرة كبيرة على الوفاء واحتواء الآخرين ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، باختصار هي قلب ينبض بالخير والحب والسعادة للجميع.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 134312

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>