ليس بعيداً عام 2021. سريعاً تمر الأيام، وهي في حسابات الدول مجرد ساعات، ومواعيد تضبط على إيقاعها خططها التنموية المستقبلية.
الدول المتطورة ترى الغد باعتباره الأمس، وتسبق الزمن الحالي، لترسم مشاريع مستقبلية، تضمن من خلالها حقوق شعوبها في العيش الكريم، وتسعى لتأمين بيئة نظيفة، ومجتمعاً آمناً، وسليماً، ليعيشوا فيه بلا خوف، ولا عنف، ولا أمراض.
بين 2017 و2021 استراتيجية، ومستقبل مشرق. هي استراتيجية أطلقتها سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، من أجل زيادة ضمان حقوق الأطفال واليافعين في مجالات عدة، تبدأ بالصحة البدنية والنفسية، وتصل إلى التعليم والتربية.. والاستراتيجية تسعى إلى تأمين الرعاية الشاملة للأمهات أيضاً، ليعشن مع الأطفال في بيئة صحية مستدامة.
التأمين الصحي حق لجميع الأمهات والأطفال واليافعين في 2021، والاستراتيجية تبحث سبل تعزيز حق هؤلاء في الحصول على مستوى تعليمي جيد، والنمو في بيئة مناسبة، بعيداً عن العنف وسوء المعاملة والإهمال، وفي هذا الجانب تفتح باباً للعناية بالحالة النفسية، وليس فقط البدنية والصحية والسياسة الغذائية المتكاملة، خصوصاً للأطفال الذين يعيشون أزمة طلاق والديهم.
الدولة التي تخطط لحماية حقوق أطفالها وأمهاتهم، إنما تبحث عن أفضل السبل لضمان مستقبل المجتمع بأكمله. تحمي الأمهات وتحرص على سلامتهن، لأنهن مسؤولات عن تنشئة أجيال جديدة، وهن شريكات في عملية التربية والتعليم، والتوعية الصحيحة في السلوكات، وبث الروح الوطنية في أطفالهن. هؤلاء الذين سيصيرون رجال الغد، لا يمكنهم إكمال المسيرة وتقديم الأفضل لوطنهم، والإبداع والابتكار والتطوير، إلا إذا تأمنت لهم الأرض الخصبة، والأجواء المناسبة والقواعد التربوية والمؤهلات التعليمية والنفسية الجيدة.
اللافت أن الاستراتيجية تشدد على أهمية اختيار التربويين بعناية، والتدقيق في اعتماد معايير مهنية لاختصاصيي حماية الصغار، ومعايير أخلاقية للعاملين مع الأطفال واليافعين لضمان حمايتهم نهاية العام المقبل 2018. نقاط أساسية ومهمة جداً، باستطاعتها أن تغير الكثير في سلوكات الأطفال من جهة، وتترك أثراً بارزاً وإيجابياً في المجتمع، من جهة أخرى، حيث يلعب أهل الاختصاص دوراً في حسن توجيه الأطفال وسلوكاتهم، وفي التأثير في أولياء الأمور أيضاً.
ليست المدارس وحدها المسؤولة عن تربية وتوجيه وتعليم الأطفال والشباب، فهناك مراكز وحضانات يجب أن تكون أيضاً تحت مجهر المراقبين، ونتمنى أن يتم تطبيق كل بنود الاستراتيجية ليكون الجميع تحت القانون، وفي حمايته، كل يحصل على حقوقه، وفي المقابل يصون حقوق بلده، ودولته.

marlynsalloum@gmail.com

وقد عرف العالم خصوصاً في القرن الماضي، أنماطاً من الإعلام المؤدلج والمبرمج والموجه، والذي يستهدف تحقيق نجاح لبعض الوقت، لكنه سرعان ما يفقد نفوذه، لأنه لا يعيش أكثر من لحظات الانفعال وما أن يعود الإنسان إلى رشده ويحتكم إلى العقل حتى يدرك الحقيقة. وهناك من تبنوا نظرية تشرتشل المعروفة والتي تتلخص في مقولته الشهيرة عن حاجة الحقيقة إلى جيش من الأكاذيب لحراستها، وبعيداً عن التلاعب بالكلمات وتوظيف البلاغة لتجميل الوقائع، فإن ما يبقى في الذاكرة ويصمد أمام رياح النسيان هو ما يقبله العقل وليس الزبد الذي قد تستطيل قامته للحظة ثم يتلاشى!
وبدلاً من أن يحرر تقدم «الميديا» وكل ما أحرزته من تطور تكنولوجي الوعي من الارتهانات والانفعالات، حدث العكس، لأن هناك من يوظفون العلم لترويج الخرافة أو ما يسمى توظيف التكنولوجيا لصالح الميثيولوجيا، وفي أكثر الدول تقدماً ثمة خبراء في فقه التضليل، ويتم ذلك من خلال الانتقاء وخلع العبارات من سياقاتها، فالكلام كالصورة يقبل التلاعب به من خلال إعادة التركيب، وهذا ما يقال عن إعلام الدول أو النظم الشمولية في القرن الماضي.
وبالعودة إلى التشبيه الفيزيائي الذي قدمه أحد خبراء «الميديا» وبالتحديد الحروب النفسية، فإن الخطاب الملفق قصير العمر كالكذب، وصدق من قال: إن خديعة كل الناس كل الوقت أمر مستحيل، لأن للواقع منطقه وله أيضاً دفاعاته ضد التحوير والتزوير.
خيري منصور

وأوجز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هذا الالتزام المبدئي عندما قال إن هدف الحكومات هو إسعاد الناس، ولا يوجد أكثر إسعاداً للناس من الشفاء والراحة، واضعاً سموه تقديم الخدمات الطبية المتميزة في مقدمة أولويات الحكومة، وهذه قاعدة يمكن أن يؤسس عليها البناء كاملاً مهما كان علوه وثقله.
لذلك، أصبح خروج قانون التأمين الصحي الحكومي الاتحادي إلى النور مطلباً ملحاً الآن، في موازاة القفزات النوعية التي حققتها الدولة كمياً ونوعياً في مجال تقديم الخدمات الصحية، إلى جانب المؤسسات الطبية الحكومية والتجهيزات الحديثة والكوادر الطبية والتمريضية والفنية المتميزة التي تزخر بها مستشفيات الحكومة ومراكزها وعياداتها الصحية.
إلزامية التأمين الصحي ليست مجالاً للنقاش، لارتباطها بالصحة والمرض والألم وعدم القدرة على العمل أو ممارسة الحياة الطبيعية، وارتفاع أسعار العلاج في القطاع الطبي الخاص، ونسبياً الحكومي أيضاً، ما يحتم البحث عن الطرف الثالث يعيد التوازن لمعادلات العلاج، بحيث تضمن توفره لجميع مستويات الدخل، ويشعل المنافسة الشريفة بين المؤسسات الطبية الحكومية والخاصة على السواء، والتي تعود بنتائج إيجابية على المجتمع كله، وحينها سيصبح التركيز على تطوير الخدمات والاهتمام بتميزها وحداثتها إحدى النتائج الإيجابية التي سيسعد بها المجتمع بجميع أطيافه ومستويات أفراده.
التأمين الصحي وحده هو الذي سيضمن أن يحصل المؤمن عليه العلاج المناسب عند المرض مهما كان مستوى دخله، كما أنه سيساهم إلى حد ما في ضبط مستويات الأسعار التي لا تحكمها قواعد أحياناً إلا الوصول إلى جني أكبر قدر ممكن من الأرباح، وهذا لا يجوز في مهنة أساسها إنساني.
الهدف الإيجابي المطلوب هو أن يحصل الجميع على الخدمات الطبية في أرقى صورها، وبأسعار تناسب كل مستويات الدخل، ومن غير المنطقي ولا المقبول أن يحتاج مريض العلاج ولا يجده بسبب من احتكاره وأسعاره وعدم تنظيمه بالصورة التي تليق بمجتمع يضاهي في تطور مؤسساته كثيراً من الدول التي سبقتنا بعشرات العقود من الزمن.
نأمل ألا يطول انتظار صدور قانون التأمين الصحي الاتحادي، وأن يصار إلى تطبيقه بشمولية، تضمن العلاج المناسب لكل فرد وفي الوقت المناسب أيضاً.
ابن الديرة
ebn-aldeera@alkhaleej.ae

انقشع غبار معركة فك الحصار عن المسجد الأقصى بإعلان المقدسيين انتصارهم على آلة القمع «الإسرائيلية» على إيقاع استشهاد محمد بعد محمد في المدينة وضواحيها، فالقدس تعيش منذ سنتين حالة صدام مع الاحتلال بسبب إجراءاته في المسجد ومحاولته تفريغه من المعتكفين المرابطين بداخله وإلغاء مصاطب الدرس وتكثيف الاقتحامات من المستوطنين، حيث اندلعت هبة السكاكين في أكتوبر/تشرين الأول منذ سنتين في المدينة بسبب الاعتداءات على المسجد.
الاحتلال بعد الهجوم من قبل ثلاثة شبان من أم الفحم على شرطته في المسجد حاول فرض وقائع على المسجد وتشديد قبضته عليه، لكن حساباته اصطدمت بردٍ قاسٍ من قبل شاب في مستوطنة غرب رام الله، حيث قتل ثلاثة مستوطنين، وكان موقف واشنطن كما يبدو رغم الاتصالات العليا بالإدارة الأمريكية كمن يحاول منح الاحتلال الوقت الكافي ليستكمل تدابيره ونصب أجهزته الإلكترونية في المسجد، ولم يأبه الأمريكيون للاتصالات العربية بهم، حيث أبلغ المبعوث الأمريكي جاريد كوشنر السلطة الفلسطينية بضرورة ضبط النفس وأنه سيزور المنطقة لاحقاً وكأنه ليس على عجلة من أمره، لكن حادث السفارة «الإسرائيلية» في عمان جعل المبعوث جرينبلات يهرع إلى المنطقة لإنقاذ الحارس «الإسرائيلي» القاتل، فالتقى نتنياهو ثم توجه إلى الأردن ورفض الرئيس الفلسطيني مقابلته بل ترك المقابلة لصائب عريقات، وفهم الفلسطينيون أن الجهد الأمريكي منصب على إنقاذ الحارس «الإسرائيلي» بعد أن رفض الملك الأردني الرد على مكالمات نتنياهو الذي كان يخطط لتسجيل إنجاز بالهيمنة المطلقة على المسجد الأقصى يحجب سلسلة الفضائح التي تلاحقه في الفساد، لكن عملية المستوطنة وحادث السفارة حشراه في زاوية، ثم جاء الحشد من أهل القدس حول الأقصى ليخلط الأوراق.

فالمدينة هبت للدفاع عن المسجد في وقفة شعبية نادرة أفقدت شرطة الاحتلال أعصابها أمام حجم التحدي، وبرز عنصر مفاجئ وهو وقف السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع الكيان، وأعطت قيادة فتح لعناصرها مطلق الحرية في العمل الميداني خاصة في القدس، بل تلقت أجهزة الأمن الفلسطينية تعليمات واضحة بالدفاع عن المدن في حالة اقتحامها من الاحتلال كما حدث في هبة النفق سنة 1996، حيث شاركت قوات الأمن الفلسطينية في الاشتباكات وقتلت قرابة 17 جندياً «إسرائيلياً». هذا التطور ضغط داخلياً على حكومة نتنياهو، بالتزامن مع مسارعة المبعوث الأمريكي جرينبلات إلى زيارة مستوطنة حلميش قرب النبي صالح في الضفة مع السفير الأمريكي في «تل أبيب»، والاثنان يهوديان متدينان ولم يسبق لأي مسؤول أمريكي أن زار عائلة فلسطينية حتى لو كان أحد أفرادها يحمل الجنسية الأمريكية وتعرض لاعتداء من الاحتلال، بل حاول «الإسرائيليون» إبراز الحارس القاتل وكأنه بطل قومي، وشوهد وهو بحالة طبيعية مع نتنياهو ومع صديقته ولم يتعرض للطعن مطلقاً بل قتل النجار الصغير في الأردن بدم بارد مع الطبيب صاحب السكن ولم تحدث بينهما أية مشادة بل مجرد أن شعر الحارس بالخوف أطلق النار.
معركة القدس هذه ليست آخر المعارك، فالاحتلال لا بد أن ينتقم من المقدسيين لاحقاً ومن الرئيس الفلسطيني كما ورد على لسان ضابط «إسرائيلي» بأن «إسرائيل» ستحاسب أبو مازن لاحقاً، وبدأ الاحتلال في التحريض على سكان أم الفحم لأنهم خرجوا جماعياً في جنازة أبناء البلدة الذين نفذوا عملية القدس، واقترح نتنياهو كما اقترح وزير حربه ليبرمان على المبعوث الأمريكي ضم أم الفحم ووادي عارة ومدينة الطيبة إلى الضفة الغربية في أي حل مستقبلي مقابل ضم «إسرائيل» للكتل الاستيطانية إليها، أي ضم قرابة ربع مليون نسمة إلى الضفة مقابل ضم أجزاء إلى الكيان من الضفة، وهي مقايضة ليست في صالح الفلسطينيين.
لا أحد يعلم ما يخطط له الاحتلال ضد أهالي القدس الشجعان بعد وقفتهم البطولية الأخيرة، لكن من المؤكد أنه سينتقم ببطء منهم وينغص عليهم حياتهم ويبعد المزيد من المقدسيين عن الأقصى والبلدة القديمة ويشن حملات لجمع الضرائب والحجز على أملاكهم ويكثف الاستيطان والتطهير العرقي، فما فشل الاحتلال في فرضه حالياً سيفرضه لاحقاً بشكل مبرمج دون ضجيج في غياب أية خطط موازية لدعم القدس وأهلها وتثبيت صمودهم، فالمقدسيون يبذلون دمهم ومالهم دفاعاً عن مدينتهم ومقدساتها فما الذي يقدمه بقية المسلمين!
أسوأ ما سمعنا في هذه المعركة خطبة الجمعة الماضية في غزة لأحد قادة «حماس» فتحي حماد عندما قال: إن أهل القدس عادوا إلى دينهم، وكأنهم كانوا كفاراً حسب زعمه، فهو لا يرى الدم المقدسي على مدى السنوات الأخيرة وتجاهل عشرات الشهداء في مجازر الاحتلال في المسجد الأقصى، فانتصار المقدسيين ليس على الاحتلال فقط بل على أصحاب الجهالة المزايدين أيضاً.
hafezbargo@hotmail.com

يسعى العالم اليوم لمحاربة استغلال الطفولة في دول العالم، وبالأخص في الدول الفقيرة التي يتراجع فيها الأداء الاقتصادي والاجتماعي، ويتلاشى الأمن والاستقرار، فيستغل البعض الأطفال لتجنيدهم في القوات المسلحة أو التنظيمات والميليشيات الإرهابية، كما هو حال الحوثي والمخلوع صالح في اليمن، اللذين لا يزالان يقومان بتجنيد الأطفال في الحرب ضد القوات اليمنية الشرعية والتحالف العربي، وأمام مرأى من المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والإنسانية التي تقف عاجزة أمام هذا الفعل الرديء، وتشكل هذه الظاهرة كارثة بكل المقاييس على المجتمع الإنساني.
آلاف الأطفال جندوا في قوات الحوثي على اختلاف مهامهم، فمنهم من أعطي السلاح والذخيرة ليقاتل في الحرب ضد قوات بلاده الشرعية، ومنهم من ألبس حزاماً ناسفاً ليفجر نفسه في عملية انتحارية ويقتل الأبرياء من شعبه، إلى غير ذلك من أشكال الأعمال الإجرامية التي قتلت فيهم البراءة والطفولة، وحولتهم إلى وحوش متعطشة للدم والقتل والإرهاب.
ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح اليوم تستخدم أبشع الأساليب للضغط على الحكومة الشرعية في اليمن للانسحاب أو التنحي، ومن هذه الأساليب التعرض للمدارس في انتهاك صارخ لكل القيم والمبادئ، حيث تعرضت ميليشيات الحوثي لما يقارب من أكثر من 50 مدرسة أطفال، تاركة خلفها قتلى وجرحى من الأطفال الأبرياء، وذلك لاستخدام هذه المدارس كمعسكرات، وأيضاً وفي عمل جبان كانت هذه الميليشيات ولا تزال تمنع الأدوية في الأماكن التي تسيطر عليها، وتشير تقارير «اليونيسيف» إلى أنه قد لقي ما يقارب من 10 آلاف طفل حتفهم بسبب الأمراض التي كان يمكن وقايتهم منها.
وفي مساعٍ خادعة يسعى الحوثي والمخلوع صالح إلى تجنيد الأطفال بشعارات زائفة، وهي إيهامهم بالانضمام إلى الحرس الجمهوري، ولا شك أن من أسباب ذلك حالات الانهيارات الكبيرة في صفوف الميليشيات، والنقص الشديد في الأفراد والمقاتلين، حيث تم بالفعل توزيع استمارات الالتحاق بالحرس الجمهوري من قبل أعضاء المجالس المحلية الموالية لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تحت غطاء ضمان وظائف وحوافز.
أساليب غاشمة تنتهك بكل فظاظة حقوق الطفولة، ففي كل منطقة دخلها الحوثي والمخلوع صالح تتحول الطفولة إلى صواريخ جاهزة بفتائل مجهزة للقتل والتدمير مودعة البراءة، واليوم لا تشاهد الأطفال وهم يحملون الحقائب المدرسية، بل يحملون أسلحة نارية، كما هو الحال في المناطق التي يسيطرون عليها.
ما هو مؤكد اليوم أن الحرب في اليمن هي صناعة إيرانية، دعم إيراني لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وأساليب استخدام الأطفال في الحروب هي متبعة من الأطراف الثلاثة، ففي اليمن أثبت الحوثي والمخلوع صالح لدى المجتمع الإنساني أنهم يستخدمون الأطفال لدواعي الحروب والقتل، وإيران أيضاً تتبع نفس الأسلوب في الدول التي تشارك في الحرب فيها مثل العراق وسوريا، ومما لا شك فيه أنهم يسعون جاهدين إلى زيادة أعداد المقاتلين بإجبار الأطفال على دخول حروبهم القذرة.
على المجتمع الدولي أن يمارس جميع أساليب الضغط والعقوبات على إيران والحوثي والمخلوع صالح لإجبارهم على وقف تجنيد الأطفال في صفوفهم، لما له من عواقب وخيمة على العالم أجمع في المستقبل القريب والبعيد، حيث يتم استغلال هؤلاء الأطفال كوقود للحروب، وتجهيزهم كجنود في معسكرات التدريب، أو تجهيزهم للعمليات الانتحارية، والتي سوف يصل مداها بالتأكيد إلى أوروبا وأمريكا، في إرهاب عابر للحدود، ومن هنا تستمر مخططاتهم القذرة لتخريب الأمن الإقليمي والعالمي باستخدام الأطفال في عملياتهم الإرهابية.
وكما أنهم جعلوهم وقوداً للحروب فإنهم في عملياتهم القتالية والقصف بالصواريخ يستهدفونهم في بداية العمليات، لأن الطفل البريء يكون أقل قدرة على الفرار والاختباء، يقتلون الأطفال بدماء باردة، ويجندونهم ويجعلونهم أداة حرب. ما يفعله المخلوع صالح في اليمن يدل على نكران الجميل للشعب اليمني، وتعاونه مع ميليشيات الحوثي لاستغلال أطفال اليمن هو كارثة تاريخية سجلت ضده، ولن ينساها الطفل اليمني، لقد تجرد صالح والحوثي من الرحمة باستغلال أطفال اليمن في الحرب ضد القوات الشرعية اليمنية وقوات التحالف العربي، وعليهم فوراً وقف استغلال الطفولة، الذي يتنافى مع جميع القوانين الدولية والأعراف التي تدعم حظر استغلال الطفولة لأغراض الحرب.
اليوم تشارك قوات التحالف العربي في محاربة تجنيد الأطفال في الحرب في اليمن، ولها مساعٍ وجهود كبيرة مشهودة دولياً في فك أسرى من الأطفال المجندين في معسكرات ميليشيات الحوثي، وإرجاعهم إلى عائلاتهم معززين مكرمين، لتسجل تاريخاً مشرفاً للعالم الذي شهد على كل عمل كريم وشريف وخير فعلته قوات التحالف العربي تجاه أطفال اليمن الشقيق.
sultan.aljasmi@hotmail.com

مرة أخرى، وقف المقدسيون، مسلمون ومسيحيون، وقفة رجل واحد، في مواجهة المخطط الصهيوني لتهويد المسجد الأقصى، وأفشلوا مشروع البوابة الإلكترونية، مؤكدين مجدداً استحالة ترويض الشعب الفلسطيني المقاوم، المصمم على انتزاع حريته، وإقامة دولته المستقلة، فوق ترابه الوطني، وليؤكد مجدداً صدق توصيف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بأن هذا الشعب هو شعب الجبارين.
فمنذ احتلال فلسطين عام 1948، حتى يومنا هذا، والشعب الفلسطيني المظلوم يواجه عنف المحتل، بانتفاضات وهبّات متتالية. وبعد نكسة يونيو/حزيران عام 1967، وفشل الجيوش العربية، في التصدي للغطرسة الصهيونية، انبثقت مرحلة جديدة، عمادها التأكيد على الهوية الفلسطينية.
وبديهي أن يستمر الكفاح الفلسطيني من أجل تحرير الأرض، وأن يجري التصدي لسياسات وغطرسة العدو. إن هذا الكفاح هو تماهٍ طبيعي مع قانون التحدي والاستجابة، فلم يحدث في التاريخ الإنساني المعاصر، أن ظُلم شعب، كما ظُلم الشعب الفلسطيني. لقد صودرت هوية هذا الشعب، وانتزع من أرضه، واستبدلت فلسطين التاريخية، بشعب آخر، قدم من مختلف أصقاع الأرض، مستنداً في مغالبة السكان الأصليين، على أسطورة وفرادة تاريخية وموقف عنصري. وما كان لكل ذلك، أن يأخذ مكانه، لولا التواطؤ الدولي، والضعف العربي، وهشاشة مقاومة السكان الأصليين للاحتلال، لافتقارهم للوحدة والتنظيم ومستلزمات المقاومة الأخرى.
كان وعد بلفور عام 1917، بتشكيل وطن قومي للصهاينة على أرض فلسطين، قد جاء من خارج المكان، ومن الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. وقد هيأ هذا الوعد، وما تبعه من هجرات يهودية واسعة لفلسطين، لنكبة فلسطين، عام 1948، والتي تمخض عنها تأسيس الكيان الغاصب، وطرد سبعمئة ألف فلسطيني من ديارهم. ولم يكن لذلك أن يتحقق لولا نتائج الحرب الكونية الثانية، والقرار الدولي، بإيجاد إسفين استيطاني أوروبي عنصري، بمعلم يهودي، في خاصرة الأمة. ولم يكن لهذا المشروع أن يتحقق لولا وضع بصمة هيئة الأمم المتحدة، وقرار التقسيم رقم 181 الصادر في 17 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1947.
بعد نكسة الخامس من يونيو 1967، حدث النزوح الثاني الكبير للفلسطينيين إلى الشتات، بعد احتلال ما تبقى من فلسطين التاريخية. ومرة أخرى، كان التدخل الدولي فاضحاً، في صياغة مشاريع تسوية ما بعد النكسة، وفي تكريس الأمر الواقع.
وإثر انتهاء معركة العبور عام 1973، تحقق انتقال استراتيجي سياسي، وتغيرت خريطة التحالفات الدولية، ووضعت المقدمات لمشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي عبرت عنه كتابات شيمون بيريز. وكان التدخل الأمريكي جلياً منذ لحظة توقف المدافع.
تواصلت هذه المرحلة، بمقتضاها الجديد، الذي يدفع بالضحية إلى التخلي نهائياً عن مطالبه التاريخية، في أرضه وأرض أجداده، وأن يسلم لسارقي أرضه، بما اكتسبوه بقوة السطو، وجبروت القوة. وكان توقيع اتفاقية أوسلو بين الحكومة «الإسرائيلية»، بزعامة إسحق رابين، ومنظمة التحرير الفلسطينية، هو مرحلة التنازل الأخطر في تاريخ الصراع العربي الصهيوني. وخطورته أنه تم مباشرة بين الضحية والجلاد.
حصل الفلسطينيون على حكم ذاتي منقوص، دون سيطرة فعلية على الأرض. وغيب اتفاق حق العودة، ولم يأتِ على ذكر لاجئي عام 1948 إطلاقاً. وحين يتعلق الأمر بمستقبل مدينة القدس، لم تشر الاتفاقية أبداً لحق العرب بالسيادة عليها، أو على أي جزء منها. بل على العكس، فإن المسؤولين «الإسرائيليين» ما انفكوا يصرحون بمناسبة وبغير مناسبة، أن القدس ستبقى موحدة، وستبقى العاصمة الأبدية لدولة «إسرائيل». أما المستوطنات الصهيونية، بأراضي الضفة والقطاع فقد تجاهلها الاتفاق جملة وتفصيلاً.
تاريخياً، عوّل الصهاينة في نجاح مشروعهم، الاستيطاني التوسعي، على ضعف الذاكرة الفلسطينية. وأن جيلاً فلسطينياً جديداً سوف يولد، لن تكون له علاقة بالصراع وأبجدياته. لكن التاريخ الفلسطيني أثبت بما لا يقبل الشك، أن الذاكرة الفلسطينية حية ومبدعة، وعصية على التذرر.
وكان التاريخ الفلسطيني بمجمله عبارة عن حالات نهوض وانتفاضات متواصلة، من أجيال مختلفة في وجه المحتل. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، النهوض الوطني بالأراضي المحتلة، في منتصف السبعينات من القرن المنصرم، والذي أفرز قيادات وطنية فلسطينية تعرضت لاحقاً من قبل أجهزة الأمن «الإسرائيلية» للتصفية والاغتيال، من بينهم بسام الشكعة وفهد القواسمة ومحمد ملحم، وكثير غيرهم.
وفي أواخر الثمانينات من القرن الماضي، تحدى أطفال الحجارة الوهم الصهيوني بانتفاء الذاكرة الفلسطينية، وسجلوا ملحمة من أنصع صفحات الكفاح الفلسطيني، استشهد فيها أكثر من ألف طفل، عدا الآلاف ممن تشوهت أجسادهم الغضة، كاشفة فاشية الاحتلال، وكيف أن فلسطين بقيت حية في وجدان الأطفال من الفلسطينيين.
وفي مطلع هذا القرن، اندلعت انتفاضة الأقصى، لتؤكد مجدداً قوة حضور قضية الاحتلال، في الوجدان الفلسطيني رغم الكلف الباهظة التي قدمها الفلسطينيون في تلك الانتفاضة.
هبة الأقصى الجديدة، هي استمرار للكفاح الفلسطيني، وهي تذكير للعدو بأن تعويله على محو الذاكرة الفلسطينية، هو مراهنة على الوهم. ولسوف يستمر الكفاح الفلسطيني، إلى أن تتحرر فلسطين، ويعود الحق لأهله، وهي تأكيد على أن النضال الفلسطيني سوف يتواصل، ولن يؤثر في استمراره، تبدل الأجيال، وستظل الذاكرة الفلسطينية حية عصية على الذوبان.
Yousifmakki2010@gmail.com

أكد العقيد السابق في القوّات الجوّيّة الأمريكيّة تود وود، وصف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لقطر بأنها «ملاذ آمن للمتطرفين الذين طردتهم دول أخرى». واستشهد المركز بتاريخ قطر في توفير ملاذ آمن للمطلوبين من دول مثل فلسطين والسودان والجزائر ومصر، إضافة إلى ما أشار إليه تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب لعام 2016 من أوجه قصور قطر في مكافحة الإرهاب.
ويرى تود وود في مقاله ضمن موقع «أمريكان مليتاري نيوز» أنّ قطر لعبت لعبة مزدوجة من خلال تمويل وتمكين التطرف في الشرق الأوسط والعالم على مدى عقود، في نفس الوقت الذي كانت تستضيف القوات الأمريكية في قاعدتها. وشدّد وود على وجوب أن تتم معالجة المشكلة الخطيرة لحماية الأمن الأمريكي من هذه الآفة التي قتلت آلافاً من الأمريكيين حول العالم، كما أن عواقب لعب قطر على جانبي السياج في هذا الكفاح الحضاري تذهب إلى أبعد من ذلك.
وفي سياق آخر يقول تود وود، إن «ثيوقراطية» إيران، هي الكيان الحقيقي ل «داعش»، كانت عدوا للشعب الأمريكي منذ أربعة عقود. وقد أعربت طهران عن هدفها المعلن المتمثل في هزيمة وتدمير الولايات المتحدة و«إسرائيل» مرارا وتكرارا، هم يرددون خلال صلاة الجمعة في طهران «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل!» يشير وود إلى أنّ إيران تطوّر أسلحة نووية بغضّ النظر عن ادّعائها العكس.
وقال إنهم يشترون بمليارات الدولارات الأسلحة من روسيا بالمال الذي أفرجت عنه إدارة أوباما، وبعضهم يصل إلى طهران في منتصف الليل على متن طائرة مستأجرة على شكل منصات مملوءة بالنقد. ومنذ سقوط الشاه في عام 1979، تمول إيران الإرهاب، وتدعم الميليشيات الشيعية مثل حزب الله وغيرهم إلى لبنان.
والمشكلة الحقيقيّة في المنطقة هي إدخال الميليشيات الإيرانيّة في دول عدة بما يهدّد حلفاء أمريكا على مدى عقود مقبلة. ويلفت وود النظر إلى أنّه بعد التريليونات من الدولارات والتضحية بآلاف الجنود الأمريكيّين، تهدد جميع القوى المناهضة لواشنطن منطقة الشرق الأوسط عبر روسيا، إيران وميليشياتها، وقطر، ويقول وود «القصة في الشرق الأوسط ليست كذلك، الربيع العربي الذي شهد دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين. والقصة هي إدراج هذه الميليشيات الإيرانية المتطرفة من الهلال الخصيب إلى بلاد الشام التي ستهدد حلفاء لأمريكا على مدى عقود قادمة. بعد تضحية تريليون دولار والآلاف من الأرواح الأمريكية في العراق، تظل القوى المعادية للولايات المتحدة التي تهدد الشرق الأوسط هي روسيا وإيران وقطر»، مضيفا «وقد ألحقت قطر ضررا كبيرا بمستقبلنا الاقتصادي من خلال مساعدة وتحريض جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإرهابية وإيران». وقال «في الشمال والغرب، دعمت قطر جماعة الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى السلطة في مصر، كما أدى دعمهم إلى الإطاحة العنيفة بالعقيد الليبي معمر القذافي وانهيار الدولة، ومحاولة الاستيلاء على سوريا وصولا إلى تحطيم تحالفات أمريكا التاريخية وترتيباتها الأمنية. وقد عزز تمويل قطر للمتطرفين في سوريا ضد نظام بشار الأسد المتحالف مع إيران وروسيا. وعندما سقطت قطع الدومينو، في القاهرة، ثم بنغازي، كانت البصمات القطرية في جميع الاضطرابات واضحة جدا.
ويتابع وود مقاله فيكتب عن أنّ تمويل قطر للإرهابيين، بما فيهم الفصائل المتطرفة التي قتلت السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز، كان بداية تحرّك الدول الخليجية باتجاه قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة.
أما الهدف الأساسي بالنسبة لوود فيكمن في وجوب بحث الإدارة الأمريكية عن أحلاف حيوية في الخليج العربي. وبسبب السعي القطري الطويل خلف الآثام، يجب ألّا تكون قطر من بين هؤلاء الذين يجب أن تتحالف واشنطن معهم. إنّ الآثار السلبيّة التي خلّفتها قطر في المنطقة عبر نشر الإرهاب والأذيّة ستطال واشنطن. والدولة الصغيرة الغنيّة التي مارست نفوذاً أكبر من حجمها، تؤذي الأمن الأمريكي وأمن حلفائها من بينهم السعوديّة والإمارات العربيّة المتحدة، ولذلك «على هذا أن يتوقف».

انطلقت المرحلة الثانية من عملية التبادل بين «حزب الله» وجبهة «النصرة» الإرهابيين، برعاية الأمن العام اللبناني، ومواكبة الصليب الأحمر اللبناني والدولي، والهلال الأحمر السوري أمس، بعدما أُنجزت المرحلة الأولى، الأحد، بمبادلة جثامين خمسة عناصر للحزب، مقابل 9 جثامين للنصرة، حيث بدأت عملية نقل المسلّحين وعائلاتهم، والنازحين الراغبين في الخروج من جرود عرسال، باتجاه الأراضي السورية، بعدما وصلت عشرات الباصات إلى منطقة الرهوة في أطراف عرسال (150 باصاً، كل باص يتسع لحوالي 60 شخصاً). وعملت آليات على تأهيل الطريق الترابي باتجاه بلدة فليطا السورية، وقام الجيش اللبناني بإدخال الحافلات التي تجمّعت في عقبة الجرود في عرسال، إلى نقطة التجمع الأخيرة قرب مخيمات النازحين في وادي حميد، لإخلاء مسلّحي «النصرة»، وبينهم قائدها أبو مالك التلي، وكذلك الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) وعائلته، على الرغم من وساطته في عملية التبادل، كما قالت بعض المصادر؛ كونه مطلوباً للدولة اللبنانية، على أن تسلك الحافلات جرود عرسال باتجاه فليطة السورية، ومنها إلى طريق حمص، وصولاً إلى إدلب، ويرافقها الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي، على أن تتم عملية التبادل في حلب، حيث سيتسلّم «حزب الله» 5 أسرى في حلب، سبق أن أسروا في منطقة العيس بريف حلب، بدل قلعة المضيق كما كان متفقاً عليه في البداية، ويتسلّم 3 أسرى في عرسال، بعدما وقعوا في الأسر في جرودها يوم الأربعاء الماضي، على أن يغادر 4 آلاف عنصر من«سرايا أهل الشام» وعائلاتهم إلى مناطق القلمون، وبلدة الرحيبة في سوريا، ضمن اتفاق منفصل. وعملية نقل المسلّحين قد تُستكمل اليوم، بعدما حصل تأخير أمس، لأسباب تقنية، على الرغم من أن الباصات تجمعت بإشراف الجيش اللبناني حتى فترة بعد الظهر عند معبر وادي حميد، في وقت رجّحت فيه مصادر معنية إتمام المرحلة الثانية اليوم الثلاثاء. من جهة أخرى، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، أمس، توقيف أربعة لبنانيين شكلوا شبكة «إرهابية خطيرة تعمل لصالح تنظيم داعش».

ما أعراض الدولة الفاشلة قبل أن تدخل في مرحلة الموت السريري أو البيولوجي، أو قبل ذهابها في غيبوبة ذات شكلين: الأول.. الغيبوبة جراء الشعور بالتضخم الذاتي والإحساس المرضي بنشوة افتراض القوة والعظمة.. والثاني.. الغيبوبة بالمعنى الحقيقي للكلمة العلمية، وذلك عندما تغيب الدولة عن العقلانية السياسية وتغرق في الكذب والمراوغة والعناد القائم على الأنانية والتهور وعدم قراءة البيئات السياسية المحيطة بها وواقعية هذه البيئات وثقلها الدولي والاجتماعي والعسكري.
لكي لا نبتعد عن رأس السؤال أو مضمونه فإن أعراض الدولة الفاشلة تتمثل أولاً بالنفاق وفي الحالة القطرية المرضية يتجاوز النفاق قواعده المرجعية في الخطاب الديني وهي ثلاث.. «إذا حدث كذب، وإذا أؤتمن خان، وإذا وعد أخلف» إلى ثلاث قواعد أخرى هي: المماطلة والاستقواء بالآخر حتى لو كان عدواً تاريخياً محتشداً بثأريات المذهب والطائفة والتاريخ، ثم أخيراً التنكر للجوار العربي الخليجي الذي هو الأصل والجذر، ومن دونهما تواصل الدولة القطرية بالمفهوم السياسي فشلها، وتصبح معزولة تماماً.. فقد كانت منافقة تماماً.
لا ينسحب النفاق على الأفراد فقط، بل وينسحب أيضاً على الدول، فالدولة كائن حي أو تشبه الكائن الحي الذي إذا نخرته سوسة النفاق يتحول إلى جثة.
نبدأ أولاً بتنكر قطر لدول الجوار السعودية، الإمارات، البحرين.. امتداداً إلى التنكر لمصر.. أكبر كيان اجتماعي وثقافي وسياسي وعسكري عربي، فقد أدارت قطر ظهرها لجيرانها وللعمق العربي، وعلى منوال النفاق أيضاً سرعان ما فتحت قطر العربية الخليجية لتركيا وإيران.. والنفاق هنا، أي نفاق الدولة مكشوف ومباشر عندما عمدت الدوحة إلى استقدام قوات عسكرية من تركيا بشكل خاص وعلى شكل دفعات، وعلى طريقة الكرم السياسي في هذه الحالة الشاذة، وإمعاناً في النفاق، فقد منحت قطر عائلات العسكر الإيراني والتركي إقامة دائمة.. (أي تجنيس من الدرجة الثالثة.. ربما)، وهنا يختلط الكرم بالنفاق وبالمكابرة وبالمبالغة لإغاظة الجوار العربي بهذا التصعيد الذي ينم عن مكر وباطنية، وهما أيضاً (المكر والباطنية) شعبتان من شعب النفاق، وفي الذاكرة التاريخية فإن السياسي الذي ينطوي على مكر وباطنية يشبه الزئبق لا تمسكه ولا تقضب عليه أي لا عهود له ولا مواثيق، ويظل دائماً موضع عدم ثقة ، هذا من ناحية سياسية، أما من ناحية عقائدية فإن الباطنية الإيرانية القائمة على ثقافة الطائفة والمذهب.. تتماهى في الحالة القطرية مع باطنية النظام الحاكم في الدوحة، فهو نظام بوجهين وجه يقول لك (نعم)، وفي الوقت نفسه يضمر (لا وألف لا) في الباطن.
ظاهر قطر لغة سياسية تبدو معها الدولة ضحية ومحاصرة وضد تغذية الإرهاب، لكن باطن الدولة وهو الأساس يقول لك بأنها (خطر) وأنها جزيرة نفاق وأنها مرتع لخفافيش الكراهية والإرهاب.
استكمالاً للظاهر والباطن القطري وهما ثقافياً عبارة عن استعارة من الإرث الإيراني (وحتى التركي) نضيف إلى اشتقاقات النفاق ارتباطه بالشقاق.
النفاق مرتبط بالشقاق ليس من رؤية إيقاعية تقوم على الطباق والجناس في الفقه اللغوي فقط، بل ويضاف إلى ذلك الأثر العملي الذي تسعى إليه القيادة السياسية في الدوحة وهو شق الصف الخليجي العربي الموحد ثم الغلو في هذا الشقاق بالتمثلات القطرية المنافقة والمرئية على الأرض.. فالدولة الفاشلة تنافق إعلاميين وسياسيين وكتاباً ومثقفين كما تنافق دولاً ومؤسسات وجمعيات وامبراطوريات مالية كبرى مثل البنوك العالمية والمؤسسات المصرفية الهائلة أو الجهنمية أو الاخطبوطية.
لا تكف قطر عن النفاق تلو النفاق نحو تكوين حالة الشقاق أو الانشقاق، ولم لا؟ طالما أنها أصلاً تؤوي رموزاً انشقاقية معروفة للعالم كله مثل قيادات حماس الانشقاقية أو المنشقة عن الشرعية القيادية الفلسطينية.
رحبت قطر «بظاهراتية» وباطنية معاً برجالات حماس الذين شوهوا الخريطة الفلسطينية التاريخية بافتعال مكانين سياسيين لا تحتملهما أصلاً القضية الفلسطينية وهما غزة ورام الله كأن قطر تستمرئ الشقاق وتصنّعه وتربيه ثم تصدره وتصرف عليه.
يتمدد النفاق القطري أيضاً، ويأخذ أكثر من شكل: الباطنية، الشقاقية، الانتهازية، الجاذبية المكانية والمالية والأمنية للمرتزقة والأفاقين من النماذج السياسية المسكونة أصلاً بفكر انشقاقي باطني (نموذج عزمي بشارة).. نقول يتمدد النفاق القطري ويتنقل ويصبح كما يقولون في الأدبيات السياسية مثل كرة الثلج كلما تدحرجت كبرت وأصبحت أكثر تهديداً للحياة والبيئة والناس.. وفي إطار هذا التمدد والتنقل القطري على عربات المال التي تجرها خيول مستوردة بقوة دفع الغاز والمال العالمي المخزن خارج الدوحة، نقول في هذا الإطار، ومن زاوية فكرية سياسية ثقافية يتحول النفاق إلى سلوك.. سلوك دولة كما هو سلوك أفراد.
إذا لم تخن الذاكرة فإنه (غوبلز) وزير الرعاية في ألمانيا النازية من قال اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يصبح الكذب حقيقة.. وفي المعجم القطري يحضر مثل هذا الكذب من خلال النفاق الذي يتحول إلى سلوك، ومن تمثلات هذا السلوك المنافق أو السلوك النفاقي فإن قطر تكذب على شعبها أولاً، وتكذب على العرب وتكذب على العالم.
تحدثت قطر وكذبت، تحدثت في الإعلام (الجزيرة) التي أنشأتها أصلاً على مبدأ الكذب والشقاق ومناكفات الرأي والرأي الآخر التي وصلت إلى حد الابتذال وتسطيح مبدأ الحوار في الثقافة العربية، وفي الشخصية العربية، بحيث بدا مفهوم الحوار العربي عند مثقفي ومفكري العالم النخبويين عبارة عن ردح وقدح وفضح، بل لا ندري كيف تستمرئ القيادة القطرية ومثقفو قطر وضعاً (حوارياً) في برنامج الاخونجي أحمد منصور وغيره يصل فيه الحد أن يتراشق المتحاوران بالأحذية والكلمات المخجلة، وحتى إشهار السلاح على الهواء مباشرة.
إذا أردت أن تقرأ هذه الحالة الإعلامية القطرية (الجزيرية) من منظور سيكولوجي أو بالأدوات التحليلية لعلم الاجتماع، فإنك لا تبتعد في قراءتك عن شهوة قطر الباطنية لتعميق مفهوم الشقاق (المشتق من النفاق( ليس فقط بين المتحاورين الاثنين على الهواء المباشر، بل، وأيضاً تعميق الشقاق بين الشعوب العربية نفسها، خاصة وأن بعض قيعان هذه الشعوب الثقافية مازالت تحتفظ بالعبارة الشهيرة.. «.. انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»، ولك أن تتصور مثلاً كيف يتشاقق كاتبان أو سياسيان عربيان واحد (مغاربي) والآخر (مشارقي) في جزيرة الدوحة التي تتفرج وتضحك على هذا الماراثون الشقاقي النفاقي، ثم الأخطر من ذلك تكريس فكرة الحوار السوقي المسيس على قاعدة قبلية عشائرية، فكل من المتحاورين (المتشاققين) ينتميان إلى سياسات وأحزاب تحولت مما هو ايديولوجي أو فكري إلى ما هو قبلي عشائري.
علينا حقاً أن نتوقف عند هذه الكارثيات الإعلامية التي صنعتها قطر بالمال، وعلى قاعدة النفاق والباطنية والشقاق.
أؤتمنت قطر استكمالاً لثلاثية النفاق، وخانت، ثم وفي إطار هذه الثلاثية وعدت قطر وأخلفت مع أنه يقيم في الدوحة عراب اخونجي كبير هو يوسف القرضاوي رجل الدين الذي عليه أن يحترم الدين فينهى عن المنكر القطري.. فالقرضاوي لم ينه المنافق في الدوحة عن الكذب والخيانة، وإخلاف الوعود والعهود.
يعرف القرضاوي أن جزيرة الشيطان الإعلامية تضم انتهازيين ومرتزقة وبلطجية ومحرضين وتعبويين يثيرون الفتنة التي لعنها الله، ولكن القرضاوي مع ذلك لا ينهى عن المحرم الديني الذي يتمثل في الكذب والنفاق الذي يؤدي إلى الفتنة، لا بل إن القرضاوي واحد من نجوم شاشة الجزيرة اللامعين.
يعرف يوسف القرضاوي أن حول الأمير القطري حاشية من الكذابين والخراصين ولكنه لا ينهى عن المنكر ولا يأمر بالمعروف، وأبسط معاني المعروف أن يدرك القيمة الجغرافية والتاريخية للقوس الخليجي العربي، وأن أي شق أو انشقاق على الصف الخليجي هو منكر مركب: سياسي وثقافي واجتماعي ونفسي. لكن ماذا يفعل القرضاوي وهو واحد من ممثلي منظومة النفاق السياسي والديني العام في دولة تلوح في وجهها علامات الفشل.
إن النفاق في الحالة القطرية المرضية له أكثر من توصيف، وله أكثر من رابط عضوي بين كونه رذيلة وسلوكاً لا أخلاقياً بالدرجة الأولى، وبين متوالياته القريبة منه، فهناك رابط بين النفاق والمال وهناك رابط بين النفاق والسلطة، وهناك رابط بين النفاق والارتزاق، وهذا الرابط الأخير هو الأكثر وضوحاً في عورات النظام القطري، وكأن لا نخيل في الدوحة كي يخصف المرتزق المنافق على عورته.
المتوالية الأخرى في المنظومة السياسية القطرية هي الغدر، وعلينا أن ننتبه جيداً لتراجيديا هذه الكلمة المرعبة، فالقراءة النفسية لفضيحة الوثائق التي نقض الأمير القطري يده منها لا تقتصر على مقاربة الدولة الفاشلة من كارثية النفاق فقط، بل وبالإضافة إلى ذلك كارثية الغدر.
في محاذاة النفاق يمشي الغدر.. الغدر بأخلاقية التوقيع على وثيقة أصبحت عهداً غير قابل للخيانة، والغدر بالجيران والغدر بالشعوب، والغدر بالثقافة العربية الخليجية التي تحمل أعمق وأجمل المشتركات التاريخية مثل الدين واللغة والعادات والتقاليد والزي والأنساب والمصاهرات، لكن كل هذا التكوين الاجتماعي والتاريخي ينخره نظام منافق ولذلك وحفاظاً على هوية المنطقة الخليجية العربية وعراقة أصولها جاء القرار السيادي السياسي من الدول الأربع بمقاطعة النظام القائم في قطر وتغيير سياساته وعلى رأس هذه السياسات (ثقافة) النفاق التي دأب عليها الأب والابن والروح الدنس في هواء الجزيرة المباشر الذي لا يشوه الفضاء فقط، بل ويشوه أيضاً ثقافة الإنسان العربي الذي يكون سوياً ومعافى اجتماعياً وثقافياً وأخلاقياً إذا تخلص من النفاق ومن المنافقين.

كشفت المهندسة ليالي عبدالرحمن الملا مدير إدارة المباني في بلدية دبي عن رصد 1788 بلاغاً للمباني المخالفة للقوانين والأنظمة خلال النصف الأول من العام الحالي، والتي تم إنجازها بنسبة 99.9%، وفي الوقت المحدد، مشيرة إلى أنها تمثل 15% من المباني، وأن 85 % من المنشآت القائمة بالإمارة تتطابق مع الأنظمة، لافتة إلى أن ملاحظات وبلاغات الجمهور من أهم أولويات إدارة المباني، حيث تم تشكيل فريق عمل مسائي من المهندسين والمفتشين لإنجاز البلاغات والشكاوى التي ترد من المتعاملين والمتعلقة بالمخالفات التي تحدث خلال الفترة المسائية والتي يصعب ضبطها خلال الفترة الصباحية. واستعرضت دور الشركاء الاستراتيجيين للبلدية من الدوائر المحلية المختلفة في تنفيذ القوانين والأوامر المحلية المنظمة لأعمال البناء بالإمارة، كهيئة كهرباء ومياه دبي ودائرة التنمية الاقتصادية ودائرة السياحة والتسويق التجاري والقيادة العامة لشرطة دبي ودائرة الأراضي والأملاك.
وقال المهندس سعيد أحمد خليفة بن حميدان الفلاسي رئيس قسم تفتيش المباني، إن مفتشي القسم وجهوا 6129 إشعاراً للمباني المخالفة لقوانين وأنظمة البناء خلال النصف الأول من العام الحالي، نتج عنها 18434 تقريراً فنياً، لافتاً إلى أن المهندسين بقسم تفتيش المباني قاموا بتنفيذ 25514 زيارة ميدانية للتأكد من مدى التزام المباني والمنشآت المخالفة لقوانين وأنظمة البناء مؤكداً أنه تم ضبط 6358 مخالفة، مشيراً إلى التأثيرات السلبية والخطورة التي تشكلها الإضافات التي يتم تنفيذها بدون ترخيص على قاطني هذه الإضافات.

عقدت دائرة التخطيط والمساحة بالشارقة، أمس، بمقرها الرئيسي بمنطقة اللية، اجتماعها النصف سنوي برئاسة المهندس خالد بن بطي رئيس الدائرة وبحضور مديري الإدارات ورؤساء الأقسام؛ لمتابعة ما تم إنجازه من خطتها الاستراتيجية، ومناقشة ما انبثق عنها من قرارات ولجان لتنفيذ أهدافها الموضوعة، والوقوف على آخر المستجدات الخاصة بالمشروعات المهمة وآليات العمل بكافة الإدارات والأمور الخدمية.
وأكد المهندس خالد بن بطي أن أولى خطوات النمو والتطور في شتى القطاعات يبدأ بالتخطيط السليم والواضح مع توفر الجهود الدؤوبة والمخلصة لتنفيذ المحاور المستهدفة، ولا سيما أن تكون هذه الجهود بأيدٍ مدربة ومحترفة تراعي الارتقاء بالأداء وإنجاز العمل بإيجابية، والعمل ضمن فريق واحد، وأضاف: إن بناء وتنمية العنصر البشري ومراعاة ذلك في خططنا الحالية والمستقبلية من شأنه تعزيز فرص النجاح والانطلاق بقوة نحو مستقبل أفضل، وتحقيق أعلى معدلات الإنجاز في الخطط المستهدفة.
وأشار إلى أهمية متابعة الخطة الاستراتيجية والالتزام بمراحل تنفيذها، وتأثير ذلك على رفع كفاءة الأداء، وقياس الإنجازات، واحترافية الموظف في تنفيذ مهامه اليومية وأهدافه السنوية بأسلوب منظم ومتسلسل بالتزامن والتوافق مع باقي أقرانه في مختلف الإدارات وتنفيذها بشكل متكامل وعلى أعلى درجة من الجودة والاحترافية.
ودعا رئيس الدائرة، الحضور إلى بذل المزيد من الجهد والتفاني من أجل التميز في الأداء والحفاظ على المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الدائرة في خدمة المراجعين وتلبية احتياجاتهم، مبيناً أن الخطة الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق التوافق والانسجام بين رؤية ورسالة الدائرة من جهة، وخدمة المراجعين والمستفيدين من خدمات الدائرة من جهة أخرى.

ضمن فعاليات ملتقى نادي اتحاد كلباء الرياضي الثقافي للنشاط الصيفي 2017، نظم النادي زيارة تعريفية لستين مشاركاً لعدد من الأماكن الترفيهية والتراثية في المدينة.
تأتي هذه الزيارات في إطار برنامج الرحلات العلمية والترفيهية والزيارات الميدانية لمختلف المواقع المجتمعية والتراثية والتاريخية والعلمية التي تزخر بها المدينة، لإطلاع المشاركين على مختلف الأوجه التاريخية والحضارية.
وبدأت أولى الزيارات إلى قلعة الغيل التاريخية، واطلع المشاركون في الجولة على أرجاء القلعة التي تضم عدداً من الصور والوثائق والمعدات التي كانت تستخدم في الماضي، وعلى مقتنيات القلعة، وأبدوا إعجابهم بتصميمها وبمستوى مقتنياتها.
وثانية الزيارات كانت إلى مركز الحفية لصون الحياة الجبلية بكلباء؛ حيث اطلعوا على عدد من الحيوانات والزواحف والطيور في بيئتها الطبيعية.
وآخر زيارات الأسبوع الأول، كانت إلى مركز كلباء للطيور الجارحة التابع لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة؛ حيث حظي المشاركون برحلة في أرجاء المركز مع مرشدات عالم الطيور الجارحة، وتعرفوا عن قرب إلى أنواعها وفصائلها وأسلوب معيشتها وطرق تكاثرها، وأهميتها في الحفاظ على البيئة.
وأفاد عبد الله سيف الذباحي عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة الثقافية والمجتمعية في النادي، بأن الملتقى حرص في برامجه لهذا العام على إضافة عدد من الزيارات إلى جملة من المراكز والمتاحف والأماكن الترفيهية، إلى جانب الزيارات العلمية للمشاركين؛ لتزويدهم بالكفاءات والمهارات اللازمة، بما يعود عليهم وعلى الوطن بالفائدة والنفع واكتشاف مواهبهم والعمل على صقلها وتعزيزها.

أعلنت وزارة الموارد البشرية والتوطين عن انضمام 140 منشأة إلى نادي شركاء التوطين الذي يبدأ تقديم خدماته للأعضاء مطلع شهر أغسطس/‏ آب المقبل.
وأوضح ناصر الهاملي وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين لشؤون التوطين «أنه تم اختيار 23 منشأة من القطاع الخاص ضمن فئة العضوية البلاتينية و26 منشأة في الذهبية و91 منشأة أخرى تم تضمينها في الفئة الفضية».
وتمنح عضوية النادي لمنشآت القطاع الخاص التي تعمل في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية في سوق العمل وفقاً للتوجهات الحكومية، ولديها إدارة للموارد البشرية، وذلك وفقاً لثلاثة معايير رئيسية تشمل نسبة عدد العمال المواطنين بالمنشأة إلى إجمالي عدد العمال بها من فئات العمال ضمن المستويات المهارية للعمال المعمول بها لدى الوزارة، والتي تضم ثلاثة مستويات، إضافة إلى تعدد الأنشطة الاقتصادية بالمنشأة، والانتشار الجغرافي لها على مستوى الدولة، وكذلك نسبة العمال من فئات المستويات المهارية الثلاثة إلى إجمالي عدد العمال بالمنشأة.
ودعا الهاملي أصحاب العمل إلى ضرورة إفادة وزارة الموارد البشرية والتوطين ببيانات مدير إدارة الموارد البشرية أو من في حكمه لتمثيل المنشأة ضمن قائمة أعضاء النادي، وذلك بهدف استكمال إجراءات تفعيل الخدمة.
جاء ذلك خلال لقاء عقد مؤخراً في فندق جراند حياة في دبي، بحضور فريدة آل علي وكيل الوزارة المساعد لشؤون توظيف الموارد البشرية الوطنية، وممثلي منشآت القطاع الخاص الأعضاء في النادي.
وأكد الهاملي خلال اللقاء أن وزارة الموارد البشرية والتوطين ستقدم خدمة السجادة الحمراء من خلال مكاتب خاصة بأعضاء النادي، والتي تعنى بمنح المنشأة الأولوية في تقديم وإنجاز الخدمات عبر خدمة الخط السريع، وتخصيص مدير لحسابات المنشأة العضو في النادي، بحيث يكون بمنزلة حلقة الوصل مع الوزارة، لا سيما فيما يتعلق بتقديم المعاملات ومتابعتها وفقاً للامتيازات الحصرية التي تحصل عليها المنشآت المنضمة إلى النادي، ومنها سداد رسوم مخفضة على تصاريح العمل، وفقاً لآلية محددة وغيرها من الميزات الحصرية.
وأشار الهاملي إلى أن نادي شركاء التوطين سينظم اجتماعات دورية لأعضائه، وذلك بهدف تبادل التجارب والخبرات العملية وأفضل الممارسات في مجال استقطاب الموارد البشرية الوطنية المؤهلة لشغل الوظائف المتوافرة في القطاع الخاص، وكذلك بحث الخطط الاستراتيجية التي تساهم في استمرار المواطنين والمواطنات في وظائف، إلى جانب مناقشة احتياجات طرفي العلاقة الإنتاجية، وتوفير الدعم اللازم من خلال تفعيل قنوات التواصل بين الوزارة وكافة الجهات المعنية».