Quantcast
Channel: صحيفة الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 134312

المعلم المتنمّر

$
0
0
مارلين سلوم

حين نتحدث عن التنمّر، نفكر بشكل تلقائي في الطلاب والأبناء الذين يتعرضون للتنمر، وهؤلاء الذين يمارسونه داخل المدارس، أو خارجها، خصوصاً «التنمر الإلكتروني» الجديد، الذي يطال مختلف فئات الأطفال والشباب بعيداً عن أعين الإداريين، والمدرسين، وكذلك بعيداً عن أعين الأهالي. لكنَّ هناك نوعاً آخر من التنمر من الضروري أن نلتفت إليه بجدية، وهو تنمر المعلّم.
نعم، يصادف أن يمر في حياتنا بعض المدرسين المتنمرين، الذين لا يعجبهم الطالب الفلاني، ولسبب في نفس يعقوب، فيتعاملون معه بكثير من التكبر، والاستفزاز، ويرسلون إليه إشارات الكراهية، فيشعر باستمرار بأنه منبوذ، وعرضة للسخرية، والتهكم، من قبل أستاذه، علانية وأمام بقية التلاميذ، والسبب؟ لا شيء ملموس.
لماذا هذا الطالب؟ ولماذا كل هذا الاستفزاز، والإحساس بعدم الرضا؟ كأن بين الأستاذ وتلميذه ثأراً متوارثاً، أباً عن جد، أو معرفة مسبقة، وتاريخاً من المعارك النفسية، في حين أن أحدهما لا يعرف الآخر، ولا أي صلة تربطهما من قريب أو بعيد.
هذه الحالات التي لا يمكن تعميمها، وكذلك لا يمكن تجاهلها، مهم أن نلتفت إليها في ظل تعاملنا مع ملف التنمر في المدارس بجدية، وتسليط الضوء على مختلف الحالات لمعالجتها، ومعرفة كيفية التعامل معها. مهم أن تتوقف إدارات المدارس عند شكاوى الطلاب وأهاليهم لغربلتها ومعرفة الحقيقي منها من تلك التي تتعمد إيذاء المعلم، والتقليل من شأنه، بهدف حماية السلوكات السلبية وتجاوزات الطالب المتمرد، أو المتنمر، والمشاغب.
دور المسؤولين التربويين والإداريين داخل كل مدرسة حساس جداً، ووعيهم وحسن تعاملهم مع كل حالة، ووضعها في مكانها الصحيح من دون المبالغة من جهة، أو التقليل من حجم ما هو جدي وخطير من جهة أخرى، يكون الميزان العادل الذي يمكنه معالجة المشاكل، أو تجاهلها، فتتفاقم وتتحول إلى أزمة حقيقية بين الطالب والأستاذ.
المعلّم المتنمر موجود، وقد نصادفه، فكيف نتعامل معه؟ وكيف نجيد قراءة تصرفاته إن كانت تأديباً، أم تنمراً؟ الفرق واضح جداً بين هذا وذاك، إذ لا يمكن لمعلم (أو معلمة)، أن يوجه ملاحظات سلبية باستمرار لطالب، واستبعاده، أو التقليل من شأنه أمام زملائه، والضغط عليه إلى حد استفزازه يومياً، وتسمية الأمر «بتربية»، أو «تعليم». لا يحق لأي أستاذ التقليل من شأن الطالب سواء كان متميزاً، أم راسباً. ولا يحق له الادعاء بأنه يستفزه لإخراج أفضل ما لديه، أو التعامل مع التعليم بمنطق الوجهين، أي أن يكون داخل الفصل على سجيته، يهين هذا، ويحابي ذاك، ويستبعد ذلك، ويتهاون مع رابع.. وحسبه أن الإدارة لن تعلم، وإن اشتكى الطالب لأهله يدافع الأستاذ عن نفسه بادعاء أن التلميذ «يتوهم»، وأن الحقيقة غير ذلك تماماً.
دور الإدارة أساسي في حسن قراءة المواقف، والتعامل مع المتنمرين بحزم، من دون أن يُظلم طالب، أو أستاذ.

marlynsalloum@gmail.com


Viewing all articles
Browse latest Browse all 134312

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>