زيارة شينزو آبي رئيس وزراء اليابان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، تعكس العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين الصديقين، وتتوج سلسلة زيارات متبادلة لكبار المسؤولين في البلدين، ساهمت إلى حد كبير في الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري، وتعزيز العلاقات السياسية.
والحديث عن التجربة اليابانية في البناء الاقتصادي والانطلاق بعد الحرب العالمية الثانية من نقطة الصفر، وتحولها إلى عملاق اقتصادي في عقود قليلة، يقود بطبيعة الحال للتأكيد على أهمية تحديد الهدف الاستراتيجي وحشد كل الجهود لتحقيقه، والاهتمام ببناء الإنسان كمنطلق لا بد منه لنجاح المسيرة التنموية.
وهي ظروف مشابهة لأوضاع الإمارات التي انطلقت من نقطة الصفر أيضاً في محاربة الصحراء، ونشر البساط الأخضر والاهتمام بالزراعة وبناء مؤسسات المجتمع والمدارس والجامعات والبنية التحتية، ونجحت بعد عدة عقود في أن تصبح قوة اقتصادية إقليمية يشار إليها بالبنان.
ولذلك يحرص قادة البلدين على الارتقاء بعلاقتهما وتعاونهما الثنائي في جميع المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وهو ما يفسر اصطحاب الضيف الياباني ممثلي نحو 27 شركة يابانية لبحث الاستثمار في الإمارات، وإنشاء مشروعات مشتركة، وتعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، مع وجود نحو 300 شركة يابانية تعمل في الإمارات.
وتعتبر الإمارات أكبر الشركاء التجاريين لليابان في الشرق الأوسط، وتستقطب ما يقارب ثلث تعاملات اليابان التجارية في المنطقة، كما أن العلاقات النفطية بينهما وصلت إلى مستويات متقدمة.
وتأتي زيارة الضيف الياباني تتويجاً للسياسة الحكيمة لقادة البلدين التي أرسى دعائمها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ويتابعها ويرعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ومجالات التعاون الرحبة بين البلدين الصديقين ستكون خير عون على مزيد من التعاون الاقتصادي بينهما، والاستثمار الحكومي وعلى مستوى شركات القطاع الخاص الإماراتية واليابانية، بما يعزز من قوة اقتصاد البلدين.
وسيجد رجال الأعمال اليابانيون كل التسهيلات متاحة أمامهم للاستثمار الآمن في الإمارات وعلى كل مستويات العمل الاقتصادي، وهي المزايا نفسها التي يحصل عليها المستثمر الإماراتي في اليابان.
علاقات تعاون نموذجية يتمنى لها الجميع مزيداً من القوة والمنعة والتقدم إلى الأمام.
ebnaldeera@gmail.com