Quantcast
Channel: صحيفة الخليج
Viewing all articles
Browse latest Browse all 134312

أهمية «التعلم المعكوس»

$
0
0
ابن الديرة

تهتم وزارة التربية والتعليم حالياً بنمط متطور من طرق التعليم في المدارس يطلق عليه «التعلم المعكوس»، بالرمز إلى أن العملية التعليمية التقليدية يكون الطالب فيها هو المتلقي دائماً، والمعلم يتولى شرح وتوصيل المعلومة له، في حين تعتمد الطريقة الجديدة القديمة على قيام الطالب بشرح ومناقشة المعلومات مع زملائه ومعلمه، بالتحضير المسبق للدرس بطبيعة الحال، فيكون التفاعل الحاصل أحد أبرز أسباب إثراء الطلبة بالمعلومات غير الجاهزة، والمتحررة من قيود الحفظ والتلقين التي سرعان ما تؤدي إلى النسيان.
تحول الطالب إلى معلم ينمي شخصيته ويطورها، ويطلق لسانه، وينمي ملكات القيادة والمواجهة والخطاب الجماهيري لديه، ويدفعه لمزيد من القراءات الحرة والبحث العلمي عن المعاني والأسباب والعلاقات وغيرها، ليكون قادراً على التفاعل الإيجابي مع زملائه، والإجابة عن تساؤلاتهم ومناقشة وجهات نظرهم، وإضافة الجديد إلى موضوع النقاش إن أمكن، وكل ذلك تحت سمع وبصر ومشاركة المعلم، فيكون الناتج تراكماً عظيماً من المعلومات لدى الطالب، وتحولاً نوعياً تدريجياً في شخصيته وقدراته إلى الأمام.
طريقة التعليم هذه ليست مبتكرة لأنها موجودة وتمارَس منذ عدة عقود، لكن الجانب الأكثر إيجابية فيها أنها يمكن تطبيقها حالياً مع وجود تطور نوعي في وسائل التعليم وعوامله المساعدة، وعلى الأخص مبتكرات العصر من تكنولوجيا وثورة الكمبيوتر التي قلبت أوضاع العالم بأسره.
ونجاح التعلم المعكوس يتطلب فصولاً حديثة لا يتكدس الطلبة على مقاعدها، ليستطيع الجميع التفاعل وممارسة دور المعلم في الشرح والنقاش واستخلاص الجديد وفهم علاقات الأشياء، والمعلومة التي يشرحها الطالب، أو يناقشها مع زميله ومعلمه تبقى راسخة في ذهنه، ولا تتبخر بعد امتحانات نهاية العام الدراسي.
هنا يبرز الفرق بين طالب النظام التقليدي وطالب التعليم المعكوس، فالنظام الأخير يقدم العلم في إطار من الإثارة والتشويق، وزيادة الرغبة في التحصيل العلمي والبحث عن المفاهيم والمعلومات المهمة التي تغني الموضوع الدرسي المطلوب مناقشته بين الطلبة تحت إشراف معلمهم الذي يحدد لهم في كل مرة المحتوى العلمي لموضوع البحث، ويتركهم يبحثون ويقرأون، ويحللون، ويربطون إلى أن يتمكنوا.
جميع المدارس مطالبة وهي تستخدم الوسائل التكنولوجية المساعدة في التعليم، أن تترك العنان للطالب لينطلق في مسيرة التعلم مدفوعاً بالتشويق إلى الوصول لقدرات نوعية متميزة أمام زملائه وأسرته وأصدقائه ومحيطه ، وتقضي تماماً على أسلوب التعليم التقليدي لصالح التعليم المعكوس الذي ينمي روح المبادرة والاستكشاف لدى الطلبة.

ebnaldeera@gmail.com


Viewing all articles
Browse latest Browse all 134312

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>