منذ قيام دولة الإمارات وشمسها تسطع على الدنيا نوراً ودفئاً وحرارة تمد بأسباب الحياة، وتمنح القدرة على العمل والبناء والإنتاج، فالدولة بقيادتها الحكيمة تؤمن بضرورة النهوض بالإنسان، باعتباره مفتاح كل إنجاز وتقدم، فاستثمرت فيه وما زالت إلى يومنا وغدنا، علمته ورعته صحياً وحفظت حقوقه وكرامته، ووفرت له الأمن والأمان، وأسباب العيش الرغيد الهانئ، وانعكس ذلك كله على الوطن، فتفتحت زهوره ووروده وأينعت أشجاره ظلالاً وارفة تحتضن أهلها بكل الحب.
ورغم أن دول العالم تعلي نظرياً من شأن الإنسان وتحتفل باليوم العالمي لإلغاء الرق، ذلك اليوم الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة اعتماد قرار عام 1949 بحظر الاتّجار بالأشخاص واستغلال الغير، ولكن الأسرة الدولية لم تحدد آليات ضمان عدم ممارسة العبودية والرق بدءاً من الأفراد وصولاً إلى المؤسسات والدول، وباتت بعض الدول تحتفل بإلغاء العبودية والرق، وتمارسهما بكل أشكال القوة والقهر والعنجهية والاستعلاء والاستخفاف بآدمية الآخرين وحقوقهم في العيش الكريم، في ظروف إنسانية مواتية.
كل الدول التي لم توفر بعد المتطلبات الأساسية للإنسان تعتبر بحكم الواقع تمارس العبودية بحقه، وتستغله، وتجبره على العمل والعيش في ظروف غير مواتية، حتى وإن لم ترغب في ذلك، ولم تعلنه صراحة.
الإمارات تقدم نموذجاً راقياً لاحترام الإنسان وتقديس آدميته وصون كرامته - في ظل تعدد الجنسيات والمذاهب والأجناس - وتحقيق متطلبات حياته الأساسية كحد أدنى ومقدمة للارتقاء بمستويات معيشته إلى أن يحقق كل ما يتمناه على أرض الوطن، ينعم بخيراته كاملة.
إنها تقدم النموذج القدوة، النقيض لما يعانيه الإنسان في بعض دول العالم، وحتى في تلك التي ترفع عناوين الديمقراطية والإنسانية، فإن إنسانها في الغالب يعيش مسلوب الإرادة، عبداً لاحتياجات حياته شديدة الأهمية التي لا يستطيع الاستغناء عنها أو تأجيلها، فيعيش مغترباً في وطنه وهذه قمة العبودية والمعاناة.
في العالم هناك من يتاجر بالبشر، ويشجع أشكال العبودية الأكثر عصرية وبدون السلاسل الحديدية، ويصفق لتشغيل الأطفال بل ويجبرهم على ذلك ليحصلوا على كسرة خبز، ويتاجر بالأعضاء البشرية، ويحتكر فرص العمل ويجبر المحتاجين على العمل في مؤسساته بشروطه المجحفة، وهو بذلك يهدر كرامة الإنسان وإنسانيته وينتقص من قيمته، ويدّعي في الوقت نفسه حرصه على حقوق الحيوان وقد يكون أكثر صدقاً بشأنها لأنها لا تخضع للعبودية كما يمارسها مع الإنسان.
في الإمارات الإنسان مبتسم، سعيد، فلقد حباه الله بقيادة حكيمة أحسنت العمل والاستثمار لصالح الوطن والمواطنين، وعلى الجميع استثمار هذا المناخ الإيجابي في العمل والإنتاج، والالتزام الكامل بقيم التسامح وقبول الآخر وحريته التامة في تشكيل كينونته الخاصة دونما تخط لحدود الغير أو تجاوز للقانون، فالمصلحة الوطنية واحدة.
ebnaldeera@gmail.com