الثغرة الأمنية منطقة ضعيفة يمكن أن تكون بيئة حاضنة لارتكاب جريمة ما بسبب افتقادها لعوامل الردع والأمان، على شاكلة البيوت والمباني غير المكتملة المهجورة، والمركبات المتروكة بلا صاحب، والمستودعات ومحلات الذهب والصرافة غير المؤمنة تأمينا كافيا يحميها من المجرمين والعابثين، واسطوانات الغاز المتروكة في ظروف غير آمنة كتعرضها للحرارة العالية، والكابلات الكهربائية غير المحمية والتي تشجع على السرقة، وتواجد مساكن عزاب وسط العائلات بما يشكل خطرا على الأسر بأطفالها وبناتها وسيداتها، وغيرها.
في مثل هذه الأماكن الموبوءة يلتقي الشباب المنحرفين للتدخين وتناول المخدرات والمشروبات الكحولية، وتكبر مع توالي الأيام ميولهم نحو الإجرام والإعتداء على خصوصيات الغير، وتحولهم بفعل هذه البيئة المسمومة إلى عالة على المجتمع، وخطر على أفراده ومؤسساته، ليكونوا ثقلا يعيق مسيرة البناء من مواصلة التقدم بحيوية واستمرارية إلى الأمام.
ومنها أيضا ينطلق المجرمون واللصوص، وعلى قاعدتها تتشكل العصابات الاجرامية المتنوعة، ويتفق أهل الشر على كيفية خرق القانون والعودة إليها للإختفاء عن الأعين حتى لا يتم القبض عليهم، كما أنها تصلح لإيواء مخالفي قوانين الإقامة كالمتسللين وغيرهم.
السلطات الأمنية ليست مطالبة بوضع حراسة على كل مبنى ومسكن مهجور، فلديها آلاف العمليات الأمنية اليومية الحيوية التي لا تتوقف لحظة ولا تنتهي، والأكثر أهمية، والتقصير الذي يرتكبه البعض يجب أن يتحملوا مسؤوليته ولا يحولونه إلى عبء جديد يلقونه على كاهل السلطات الأمنية.
هذه الثغرة الأمنية ليست هينة ويجب أن يقضي عليها ثلاثة أطراف كل في مجاله إن هي أخلصت النوايا وأحسنت الأفعال:
أصحاب المباني والمساكن والمنتفعون منها، بإشغالها ومراقبتها واستكمال بنائها ووضع حراس على بعضها، فهم الذين خلقوا الثغرة وعليهم المشاركة الفاعلة في حلها جذريا وإلى غير رجعة.
السكان المحيطون بهذه الأماكن، فهم يستطيعون بسهولة اكتشاف المخالفين الغرباء عن عيونهم والذين يتسللون إليها أو منها، وإبلاغ السلطات المختصة عنهم.
السلطات البلدية التي تهتم بالمحافظة على البيئة وجمال المظهر العام الذي تؤذيه مثل هذه المساكن المهجورة والمباني غير المكتملة، فهي مطالبة بمتابعة أصحابها وإلزامهم بتأمينها وتخطي مبررات وجودها الخطر على المجتمع وأبنائه.
وبالتنسيق والاسترشاد بالقوى الأمنية المختصة، تستطيع هذه الجهات جميعها أن تقضي على هذه البؤر الأمنية الخطرة، فتضمن مزيدا من الأمن والأمان للمجتمع، وتغلق أبوابا للشر والانحراف يمكن أن تشكل خطرا على الجميع.
ebnaldeera@gmail.com