عزف العين على أوتار النجومية وأقصى شباب الأهلي دبي من دور نصف النهائي لكأس رئيس الدولة بنتيجة تاريخية وساحقة، وضرب موعداً لملاقاة الوصل في المباراة النهائية الخميس المقبل بمدينة زايد الرياضية بأبوظبي.
وترك الفوز العيناوي العريض، أمس الأول، آثاراً وتساؤلات عدة كونها تعتبر تاريخية كأكبر خسارة يتلقاها شباب الأهلي بمسماه الجديد الموسم الحالي، فضلاً عن أنها تعتبر أكبر الهزائم التي مني بها فريق في دور قبل النهائي على مدار تاريخ أغلى البطولات، ليستمر «العين الرهيب» في ضرب خصومه بنتائج قياسية، حيث سبق له الفوز على الوحدة 6-2، والنصر 4-صفر وعجمان 7-صفر بدوري الخليج العربي، كما فاز على الظفرة بنتيجة 7-1 في دور المجموعات لكأس الخليج العربي.
وأطاحت الخسارة في الجانب الآخر بآمال وطموحات جماهير شباب الأهلي، التي عقدتها على تحقيق اللقب الغالي ليكون بمثابة المنقذ لموسم الفريق الذي خرج فيه خالي الوفاض.وعمت الفرحة الأمة العيناوية بالفوز الثمين الذي أعاد «الزعيم» إلى المباراة النهائية مرة أخرى بعد غيابه عنها الموسم الماضي، حيث خاض العين آخر نهائي لأغلى الكؤوس أمام الجزيرة في موسم 2015-2016، وخسر اللقب، في حين أن آخر الكؤوس التي تزينت باللون البنفسجي كانت في نسخة 2013-2014، وتفوق في المباراة النهائية على الأهلي.
وأصبح حلم العين بنيل ثنائية الدوري والكأس الأولى في تاريخه ممكن التحقيق، بعد ما قدمه أمام شباب الأهلي مثبتاً أنه الفريق الذي لا يقهر هذا الموسم.
ونجح العين في تحقيق فوز سهل للغاية، وصنعت مهارة مهاجمي العين الفارق، ويمكن القول إن العين رأف بشباب الأهلي عندما قام المدرب زوران في إراحة معظم عناصره الرئيسية بالفريق وهم حسين الشحات ومهند العنزي وكايو في تبديلاته الثلاثة بعد أن اطمأن للنتيجة.
من جهة أخرى، أكد محمد عبيد حماد مشرف فريق العين أن التجديد مع جميع اللاعبين الذين بصدد انتهاء عقودهم وكذلك المدرب سيتم بعد نهاية الموسم.
وقال: «العين يمضي بصورة طيبة لتحقيق الأهداف المرسومة ، دون النظر إلى النتائج الكبيرة التي يحققها في مبارياته سواء في الدوري أو الكأس، فمهما بلغ عدد الأهداف التي يحرزها الفريق، فهي بالنهاية ستضيف 3 نقاط ، والنتائج الإيجابية التي يحققها الفريق والتي حسمت لمصلحته لقب الدوري، وتأهل إلى نهائي الكأس وكذلك دور ال16 لدوري الأبطال الآسيوي، جاءت نتاج التزام اللاعبين والجدية في التدريبات وانصهار الجميع في بوتقة واحدة سواء الأساسيين أو الاحتياطيين، فروح الفريق الواحد هي السائدة في ظل القيادة الفنية المميزة لزوران الذي نجح في فرض أسلوبه والالتزام على جميع اللاعبين، فضلاً عن سياسة تدوير اللاعبين على التشكيل الأساسي لمواجهة الإرهاق جراء تعدد الاستحقاقات التي شارك فيها الفريق الفترة الأخيرة سواء محلية أو قارية».
وأرجع محمد حماد الجدية التامة التي سادت أداء اللاعبين في مباراة شباب الأهلي دبي بنصف نهائي الكأس والتي جاءت بعد أيام معدودة من حسم الفريق لقب الدوري، إلى الاحترافية والخبرات الكبيرتين اللتين يتمتع بهما اللاعبون وقدرتهم على الفصل بين مختلف الاستحقاقات لضمان أفضل تمثيل في كل بطولة على حدة، مشيراً إلى الأجواء الاحتفالية التي سادت أعضاء الفريق بتحقيق لقب الدوري للمرة 13 انتهت بعد يوم واحد لتحويل دفة التركيز نحو أغلى البطولات، ما أثمر عن بلوغ المباراة النهائية دون حدوث أي حالة تراخٍ وتُرجم ذلك في النتيجة العريضة التي جاءت ثمار الاحترام التام للمنافس.
وأضاف: «نتمنى أن تكتمل سعادتنا بتتويج الجهود التي بُذلت في الفترة الأخيرة بحصد الثنائية التاريخية، ونحن قادرون على تحقيق اللقب».
الأحبابي: هدفي الأغلى
اعتبر بندر الأحبابي لاعب العين أن توجيهات المدرب زوران بالتركيز على مباراة الكأس ونسيان الفوز الكبير على النصر في الدوري سبب نجاح الفريق في تحقيق مبتغاه.
ووصف الهدف الذي ختم سلسلة السداسية بالأغلى طوال مسيرته، لأنه أحرزه في بطولة تحمل مسمى غالٍ على قلوب الجميع، مشيراً إلى أنه دافع لتقديم الأفضل في الفترة المقبلة.
عبد المجيد حسين : التغيير قادم
أكد عبدالمجيد حسين المشرف العام على فريق شباب الأهلي أن العين قدم درساً قاسياً لفريقه ترتب عليه استفادة اللاعبين من الأخطاء لتجنب تكرارها، ذاكراً أن الفترة المقبلة ستشهد العديد من التغييرات الفنية والتنظيمية للفريق بشكل عام واللاعبين الأجانب خصوصاً لتدارك الموقف وإعادة شباب الأهلي إلى مكانه الطبيعي.
واعتبر عبدالمجيد ان جميع أجانب شباب الأهلي يجب ان يستبدلوا في الموسم المقبل، وقال: «نحتاج إلى نوعية أخرى من اللاعبين الأجانب في حال أردنا المنافسة على البطولات»، كاشفا أن لديه يقيناً بأن شباب الأهلي سيكون أفضل في الموسم المقبل.
وأضاف: «نبارك للعين وجماهيره الفوز المستحق، وكلمات الاعتذار لن تفي جماهير شباب الأهلي حقها، لأن الخسارة كبيرة وقاسية بكل المقاييس، حيث لم نستطع مجاراة العين وإنه أمر محزن أن تترك المباراة للمنافس بهذه الطريقة، فيجب أن نستفيد من أخطاء الموسم الحالي وألا يكون ما حصل طي النسيان بل يجب ان نتعلم من الدرس القاسي، ولا بد أن تشهد صفوف الفريق العديد من التغييرات الجوهرية في الفترة المقبلة لتدارك الموقف وأخص بالذكر التغييرات في كل النواحي الفنية والتنظيمية لجميع اللاعبين لاسيما الأجانب لإعادة هيبة الفريق من جديد بعد الخسارة القاسية التي أساءت لتاريخ وإنجازات شباب الأهلي، ونحن بحاجة للتماسك لمرور الفريق من النفق المظلم».
وقال: «من وجهة نظري أن جميع اللاعبين الأجانب بالحاجة للاستبدال دون استثناء، حيث يبحث الفريق عن نوعية أخرى من اللاعبين تتمتع بكفاءة أعلى ولخدمة الفريق في المراكز التي تشهد نقصاً، فضلاً عن دعم بعض المراكز بلاعبين مواطنين لعودة الفريق للمنافسة على البطولات مجدداً».
وأكمل: «يجب علينا الانتظار حتى نهاية الموسم وخوض الجولة الختامية بالدوري وأنا قد وضعت تصوراً بنسبة كبيرة عن العناصر الشابة التي يجب أن تستمر ونقدم لها كل الدعم».
عبدالله بن محمد: النتيجة غير متوقعة
أكد الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان أن لاعبي «الزعيم» كانوا قدر التحدي وحققوا الهدف الذي خططوا له منذ بداية الموسم، متمنياً أن يكون التوفيق حليف العين في المباراة النهائية ليقطف ثمار النجاح الذي سطره اللاعبون خلال الموسم الحالي.
وقال: «من الصعب توقع هذه النتيجة العريضة التي انتهت بها المباراة وخالفت كل التوقعات، ولكن الأهم بالنسبة للعين هو بلوغ أحد أهدافه في الموسم بالوصول للنهائي، وستبدو الأمور أفضل إن نجح في معانقة الكأس».
بيرج: المرحلة المقبلة صعبة
شدد ماركوس بيرج محترف العين على ضرورة مواصلة العين في جميع الاستحقاقات المقبلة بنفس القوة في الأداء التي أبان عنها في مباراة شباب الأهلي الأخيرة.
وذكر أن الفترة المقبلة ستشهد مباريات في غاية الأهمية بداية من نهائي الكأس، والذي تعقبه مباراتان في غاية الأهمية بدور ال16 لدوري أبطال آسيا.
وعن شغله مركز المهاجم الثاني في مباراة نصف النهائي، قال: «من المهم أن تكون ضمن التشكيل الأساسي في هذه النوع من المباريات القوية والحاسمة، وسأواصل كل جهودي في المباريات المقبلة لأساهم في صناعة الفرص لزملائي، وتسهيل أمر فوز العين».
الشحات: أنا «مدريدي» لكن أتمنى التوفيق لصلاح
عبر المصري حسين الشحات محترف العين عن سعادته بالنجاحات التي حققها منذ التحاقه ب«الزعيم»، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي يخوض فيها مباراة نهائية في مسيرته بكرة القدم.
وأضاف: «أمر يدعو للفخر المشاركة بجانب النجوم الذين يضمهم فريق العين، ونتطلع خلال الموسم الحالي لتحقيق الثنائية ».
وأعلن الشحات تأييده لفخر العرب محمد صلاح صاحب الإنجازات التي لفت عيون العالم بتألقه وأخلاقه الرفيعة، كاشفاً عن انتمائه وتشجيعه لريال مدريد في أوروبا، وقال: «نتمنى التوفيق لمحمد صلاح مع ليفربول للوصول للنهائي، وأتمنى أن يحقق اللقب، على الرغم من انتمائي لريال مدريد، إلا أنني داعم في المقام الأول لابن بلادي، الذي سيرفع اسم الرياضة العربية عالياً في حال تحقيقه اللقب».