الشارقة: محمود محسن
أوصت بلدية مدينة الشارقة باستخدام أسلوب التشجيع في بداية تنفيذ تطبيق مؤشر البناء الذكي الموحد في الإمارة؛ من خلال رصد جائزة لأعلى مؤشر كفاءة في المباني، إضافة إلى وضع خطة لتنفيذ ورش عمل لحساب طريقة مؤشر كفاءة التصميم، وتدريب المهندسين عليها، والتوعية الكافية لجميع الأطراف من استشاريين ومقاولين وملاك بأهمية مؤشر الكفاءة.
جاء ذلك خلال جلسات انعقاد «ملتقى الشارقة الأول للهندسة»، تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة،، الذي نظمته البلدية، صباح أمس، في فندق شيراتون الشارقة، تحت شعار «الرؤية العالمية للاستدامة»، بالتعاون مع الاتحاد العربي للاستثمار والتطوير العقاري، وبمشاركة جهات حكومية وعدد من ممثلي الجهات الحكومية، بحضور الشيخ خالد بن عبد الله بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة الموانئ والجمارك في الشارقة، وثابت سالم الطريفي، مدير عام البلدية ومساعديه، والدكتور أحمد سالم آل سودين، رئيس الاتحاد العربي للاستثمار والتطوير العقاري، وضيوف من بعض الدول الخليجية.
وتم عرض فيلم عن الملتقى تحت عنوان: «الرؤية العالمية للاستدامة»؛ حيث تم خلاله تسليط الضوء على النشاط الهندسي في الإمارة، بعدها ألقى ثابت سالم الطريفي كلمته، في حين ألقى أحمد آل سودين كلمة الاتحاد العربي، وعقب ذلك تفضل الشيخ خالد بن عبد الله بتكريم الهيئات الحكومية المشاركة في الملتقى؛ وكرم هيئة كهرباء ومياه الشارقة، ودائرة التخطيط والمساحة، ودائرة الإسكان، ومعهد الشارقة للتراث، كما تم تكريم أحمد آل سودين، والدكتور غلام الدين آدم وزير دولة وأمين عام الصندوق الوطني للإسكان والتعمير بالسودان، ومحمد السويدي الإعلامي في تلفزيون الشارقة، لإدارتهم جلسات الملتقى، وتكريم مؤسسة الشارقة للإعلام الشريك الإعلامي للملتقى، وفندق شيراتون الشارقة الشريك اللوجستي.
وأكد ثابت سالم الطريفي، أن هذا الملتقى في دورته الأولى يترجم رؤية وفكر واستراتيجية البلدية في تنمية مهارات المهندسين ورفع كفاءتهم، والتعرف إلى أفضل الطرق الهندسية المستحدثة دولياً، وفي ظل ما تشهده إمارة الشارقة من طفرة نوعية في مجال التقدم والبناء، بدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وبمتابعة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، باتت الإمارة معلماً بمبانيها ذات الطراز المعماري الأصيل، الذي يجمع أصالة الماضي بحداثة الحاضر.
وأوضح المهندس خليفة بن هدة السويدي، مساعد المدير العام لقطاع الهندسة والمباني في البلدية، أن هذا الملتقى يعد بداية لانطلاق مؤتمرات أخرى بحيث تتسع بها دائرة المشاركة والمواضيع المطروحة، كما أنه يمثل مظلة تجمع العمل الهندسي تحت شعار التميز، والجودة في العمل، والاستفادة من تجارب وأوراق عمل بيوت الخبرة، التي شاركت بالملتقى.
وأشار إلى أن الملتقى شهد ثلاث جلسات حوارية، تمثلت في التكامل بين الاشتراطات الهندسية والعمل الهندسي، والقطاع العقاري قلب التنمية الشاملة في الإمارات، وعلاقة التكنولوجيا بالاستدامة، وقدمت من خلالها عدة أوراق عمل في كل جلسة. وأضاف، أن الجلسة الأولى خصصت للدوائر الحكومية مع البلدية؛ للمشاركة في خمس أوراق عمل، أما بالنسبة للجلستين الثانية والثالثة، فشارك فيها متحدثون متخصصون في الشأن الهندسي والاستدامة والتكنولوجيا.
وأكد أحمد آل سودين، أن انعقاد الملتقى في إمارة الشارقة، إمارة التقدم والازدهارِ يدل على مدى الاهتمام الذي تحظى به القضايا الاقتصادية؛ بهدف تحقيق التنمية المستدامة، إضافة إلى تعزيز مجالات الابتكار والتطور في قطاع الأعمال؛ من خلال الاهتمام بقضايا التنمية المستدامة في القطاعات المختلفة، ورفع مستوى الوعي الإنمائي والاستثماري والعقاري، وتحسين أنماط سلوكنا تجاه مواردنا الاقتصادية والبيئية نحو تأسيس مدن عربية مستدامة.
جلسات ومتحدثون
أدار الجلسة الأولى محمد ماجد السويدي، وتحدث فيها المهندس خليفة بن هدة السويدي، حول تحديات تطبيق مؤشر كفاءة التصميم في بلدية مدينة الشارقة، والمهندس حسن أحمد الزرعوني من هيئة كهرباء ومياه الشارقة، وتحدث خلالها حول تحسين كفاءة الشبكة الكهربائية باستخدام نظام العدادات الذكية، والمهندس إبراهيم محمد الحوسني من دائرة الإسكان في الشارقة، وتحدث خلال الجلسة حول الخرسانة الخضراء، كما تحدث المهندس علي سلطان بن بطي المهيري من دائرة التخطيط والمساحة حول التقنيات المساحية، في حين تناولت مي ماجد المزروع من معهد الشارقة للتراث الحديث حول مركز الشارقة للحفاظ العمراني.
وأما الجلسة الثانية كانت بإدارة الدكتور أحمد سالم آل سودين، وتحدث فيها الدكتور المهندس عبد الرحيم صابوني، حول الاستثمار في تحسين الديمومة والعمر الافتراضي للمنشآت في الرؤى والخطط التنموية، كما تحدث الدكتور المهندس بشار تيسير سمحة حول العوامل المؤثرة في مستقبل القطاع العقاري، كما شارك في هذه الجلسة الدكتور المهندس أيمن كامل النجار وتناول الحديث حول دور القطاع العقاري في قيادة النمو الاقتصادي العربي، في حين تناول الدكتور المهندس كمال عدنان ملص خلال مشاركته في الجلسة، الحديث حول حل النزاعات في مشاريع البناء.
وشهدت الجلسة الختامية للملتقى العديد من أوراق العمل، أدارها الوزير الدكتور غلام الدين آدم، وتحدث فيها الدكتور المهندس سامر مارديني حول التطورات الحديثة في تحسين أداء الخرسانة في الأجواء الحارة، كما تحدث الدكتور المهندس ضياء الدين بقاعي حول الاستدامة العمرانية وفق منهج الدراسة القيمية، وشارك خلال هذه الجلسة الدكتورة المهندسة ريم صابوني، وتحدثت حول الأسباب الجيوتكنيكية لتصدعات المباني والعمل على تفاديها، فيما تحدث خلال الجلسة الدكتور المهندس محمد جمال كفافي حول تحويل المدن من أجل الاستدامة.
توصيات
وأوصى المتحدثون، خلال الملتقى، بوضع أنظمة عدادات ذكية مرشدة للطاقة عوضاً عن الأنظمة التقليدية للكهرباء، بما يسهم في الاستدامة في توصيل الخدمة للمشتركين، وتركيب الأجهزة التي تساعد على تحليل البيانات وتعطي المشتركين صورة واضحة عن حجم استهلاكهم للطاقة، وتعميم استخدام الخرسانة الخضراء في جميع المشاريع مع التوعية بأهميتها البيئية والاقتصادية ووضع آلية للمراقبة والتأكد من التنفيذ والتركيز على إعادة التدوير لمخلفات البناء، وتوحيد جهود أعمال المساحة في إمارة الشارقة وتطوير برامج تدريب للمساحين، إضافة إلى إتاحة الفرصة للقطاع الخاص باستخدام التقنيات والشبكة المساحية المتوفرة مقابل رسوم، وتنظيم حملات توعوية على نطاق واسع تشمل جميع الجهات الحكومية؛ للوقوف على أهمية التراث العمراني والمعماري.
كما أوصى الملتقى بضرورة اهتمام القطاع العقاري العربي وخاصة القطاع العقاري الخاص، بإدخال المؤشرات الخضراء المستدامة في كافة الأعمال العقارية والإنشائية كالإسكان «المباني الخضراء» والبنية التحتية والنقل والمنشآت العامة؛ للوصول إلى المدن الذكية، وتفعيل ثقافة الاقتصاد الأخضر على كل المستويات الاقتصادية، والإصدار المستمر للتشريعات العقارية؛ بحيث تواكب الحداثة والتطوير واستقرار السوق، وبتضمين التشريعات العقارية المفاهيم الآتية: (تدعيم الاستقرار العقاري، تحفيز الاستثمار العقاري، تنشيط الاستثمار العقاري لتأمين الاستدامة في التطوير)، وإجراء اختبار اتجيوتكنيكية وجيوفيزيائية مكثفة على التربة في المناطق المعرضة لتطورات التكهفات الجوفية من أجل تصميم الأساسات بشكل صحيح؛ لتجنب التصدع في المباني.