عفويته وصدق ابتسامته قرباه من جمهور شاشة التلفزيون، ما مكنه من الظهور الصباحي في برنامج «صباح الدار»، فأضفى له طعماً خاصاً تتطلبه نوعية البرامج المباشرة، ورغم قلة حضوره كممثل في الأعمال الدرامية المحلية إلا أنه يترك بصمة في كل مشاركة، مفاجأته الجديدة هي مشاركة كرتونية لتجسيد ثلاث شخصيات، وعمل سينمائي عربي، عن تفاصيل حضوره الإعلامي والفني كان لنا وقفة مع عبد الله بن حيدر.
بداية حدثنا عن برنامجك الجديد «من الذاكرة» على قناة الإمارات؟
- برنامج من الذاكرة يعرض مقتطفات من أرشيف تلفزيون أبوظبي، المحلية والخليجية والعربية المتنوعة، كالأفلام والمسلسلات والبرامج والأغاني والمسرحيات وأيضاً الرسوم المتحركة والأحداث والفعاليات، وصور من «زمن الطيبين»، والجميل أنني بعد عرض الحلقات الخمس الأولى للبرنامج اكتشفت بأن الناس متشوقون لمشاهدة إنتاج ذاك الزمن الجميل، كما حرصت على تقديم البرنامج بإطار بسيط عفوي ومعلوماتي أحاول من خلاله دغدغة ذاكرة المشاهد، خصوصاً الذين عاصروا تلك الإنتاجات التلفزيونية في وقتها، وأيضاً انضمام معدة البرنامج الإعلامية رجاء الشحي شكل إضافة نوعية لظهور الفكرة بالشكل الذي ترونه على الشاشة، وتكاتف فريق العمل الذي يعمل بروح واحدة لحبهم للفكرة أسهم في خروجه بشكل مميز، وأتمنى أن يستمر ويتطور في المواسم القادمة.
رغم رحلتك الإعلامية إلا أنها المرة الأولى التي تقدم برنامجاً يقربك من الفن فهل تشعر باختلاف التجربة؟
- في الحقيقة لا أعتبره تجربتي الأولى التي تقربني من الفن، لأن خلال تقديمي لبرنامج «صباح الدار» التقيت بفنانين كثر من ممثلين ومخرجين ومطربين وغيرهم، بذلك قد تكون وجبة الفن في «صباح الدار» أكبر ولكن الفرق في «من الذاكرة» أنني ألتقي ببعض مؤسسي الإعلام والفن والدراما في الإمارات والخليج والوطن العربي الذين كان لهم بصمة فيما قدمته أبوظبي للإعلام.
قطعت شوطاً في «صباح الدار»، فهل قربك من الجمهور أكثر من البرامج المسجلة؟
- نعم وأعتقد هذه طبيعة الحال مع البرامج المباشرة وعندما يكون برنامج يطرح الكثير من الفقرات ذات القضايا والموضوعات القريبة من اهتمام ويوميات المشاهد، وخصوصا حين يقدم بطريقة عفوية، وأعتقد أنني وزميلتي ندى الشيباني استطعنا أن نكسب الجمهور والضيوف من خلال سعينا جاهدين لنحقق ذلك من خلال المتابعة والمراجعة لمعلوماتنا، بالإضافة إلى المناقشة المستمرة فيما نود تقديمه للمشاهد.
وأعتبر أن فترة تقديمي للبرنامج أكسبتني معرفة كبيرة على المستوى المهني والمعرفي وتكوين صداقات جميلة أثرت مخزوني الفكري، وإن كانت أربع سنوات فأعتبرها قصيرة حيث لم أشعر بذلك لأنني كنت على يقين بأني أقدم الشيء الذي حلمت به، وأتمنى أن أقدم برامج مباشرة في نفس إطار«صباح الدار» في المستقبل.
في الدراما التلفزيونية لك حضور أقل من الإعلام فما السبب؟
- بكل بساطة التزامي بالبرامج التلفزيونية كان سبباً في قلة ظهوري بالدراما التلفزيونية، ورغم ذلك لا يمر عام إلا ولي فيه نصيب من الدراما حتى ولو كان الظهور بدور ثانوي أو بسيط، كما أنني في حقيقة الأمر اتخذت قراراً بألا أقبل إلا بالأعمال المناسبة والأدوار التي تضيف لي فقط.
أيهما تفضل في الظهور المسرح أم التلفزيون؟ ولماذا؟
- أعشق الوقوف على خشبة المسرح لما تحمل هذه الخشبة من جمال وصناعة فرص المستقبل للفنان المسرحي، ولكن بعد مرور 20 عاماً من الوقوف على خشبة المسرح تعلمت بأن المسرح وحده لا يؤمن المستقبل الشخصي، بل العمل في التلفزيون كموظف ثابت هو ما يمكن التعويل عليه في بناء مستقبل.
تعاني الدراما الإماراتية ضعف حضور، ويشار إلى أن هناك عملين قيد التحضير حالياً، فهل سيكون لك حضور محلي فيهما؟
- لا ليس لدي حضور هذه السنة في الدراما المحلية، ولكن لدي عمل كرتوني أقدم فيه ثلاث شخصيات مختلفة وأتمنى أن ينال استحسان المشاهدين في رمضان، أما فيما يخص إنتاجات الدراما المحلية فلا أعلم ما هي الأسباب التي أدت إلى قلة إنتاج الدراما المحلية، ولكن هذا الوضع من وجهة نظري غير صحيح، فالقنوات المحلية مسؤولة عن الدراما المحلية والفنانين المحليين.
ماذا عن مشاركاتك الأخرى؟
- قد يكون لي نصيب في المستقبل القريب للمشاركة العربية في فيلم سينمائي من تأليف وإخراج لؤي السعدي وبطولة النجم المصري هاني رمزي وباقة من النجوم والفنانين، وهناك فرصة مشاركة عالمية بتقديم عروض مسرحية كبيرة مثل مسرحية النمرود وهي من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وعرضت على مدى عشرة أعوام في دول العالم المختلفة وما زالت عروضها مستمرة، بالإضافة إلى أنني عضو في لجنة الاختيار ما قبل النهائي في جائزة الإيمي أوورد العالمية لمدة سبع سنوات متتالية.
نشهد نشاطاً سينمائياً محلياً ملفتاً، فكيف تقيمه، وهل شاركت بأحد الأفلام؟
- نعم والحمد لله هو نشاط لافت وهو في وجهة نظري ثمار ما زرعه الشباب الذين اهتموا بالسينما المحلية منذ 15 عاماً وأكثر عندما بدأوا بإنتاج أفلام قصيرة وعملوا على خلق مهرجان خاص بالأفلام القصيرة، ومنهم من أصبح مسؤولاً في جهة معنية وحقق الأحلام بأن يصنعوا تظاهرة سينمائية بصناعة مهرجانات سينمائية، أكسبت الكثير من الشباب الهواة خبرة تجعلهم اليوم يقدمون شيئاً من فنهم، والذي بالفعل بدأنا بحصد ثماره التي زرعوها، ومع تكثيف التجربة أعتقد بأننا سنقدم أعمالاً ترقى لمستوى المتذوق السينمائي، أما بخصوص المشاركة في الأفلام نعم كانت لي عدة تجارب مع بعض الشباب المخرجين مثل الأستاذ المخرج جمعة السهلي في فيلم «عودة أم دويس» ومع الفنان المخرج خالد علي في فلم «حق الليلة» وبعض الأعمال الأخرى.
ماذا عن الإخراج، هل سبق وخضت التجربة؟
- نعم كانت لي تجربة في الإخراج المسرحي وحازت استحسان الجمهور في مسرحية «المستشفى» وهي من تألفي وإخراجي ولكني توقفت عن الإخراج حتى لا أشغل نفسي لأني أشتغل على تصميم وتنفيذ ديكور الأعمال المسرحية والتمثيل، وأترك تجربة الإخراج حتى تأتي بنفسها بعد اكتفائي من التمثيل، وبالنسبة للتلفزيون فلدي خطة بأن أصبح مخرجاً تلفزيونياً بعد الاكتفاء من تقديم البرامج.
تتميز بعفويتك وتتقصد رسم الابتسامة على وجوه المشاهدين، فهل كان لذلك دور في منحك أدواراً كوميدية؟
- أعتقد ذلك رغم تقديمي لأدوار تراجيدية عديدة، وأنا بطبيعة الحال عفوي وأحب أن أكون مبتسماً وأزرع الابتسامة على وجوه كل من حولي، وهل هناك أجمل من رسم الابتسامة على وجه الناس.
هل هنالك برنامج ما زلت تحلم بإعداده وتقديمه؟
- نعم أحلم بإعادة تقديم برنامج «حاضرين» الذي عرض على قناة بينونة، كان فريداً في طرحه لفكرة التطوع وأتمنى أن أقدمه بشكل جديد.
الدراما الإماراتية مثل البورصة
يشبه الفنان الإماراتي عبدالله بن حيدر، الدراما الإماراتية بالبورصة، فيقول: هي دائماً في صعود ونزول، والعتب يقع على الطرفين، من وجهة نظري المؤسسات الإعلامية المسؤولة في الدولة من جهة، والمنتجون المحليون، من جهة أخرى، أولاً المحطات التلفزيونية لا تساعد المنتجين بصناعة نجم محلي، ولذلك دائماً تشترط على المنتج نجوماً خليجيين مرهقين للميزانيات، إضافة إلى أنهم دائماً ما يأتون متأخرين في تكليف المنتجين بالإنتاج، كما أنهم ليس لديهم خطط واضحة لما يريدون من الدراما، سواء المحلية، أو الخليجية، أو حتى العربية، ويعتمدون في أغلب الأوقات على الجاهز والمعلب منها، الذي في كثير من الأحيان لا يتماشى مع توجهات القناة، أما المنتجون فيقع عليهم اللوم لأنهم في أكثر الأحيان يتقدمون للمحطات الإعلامية بنصوص ضعيفة، أو مكررة، أو عالية الكلفة، لهذا اعتبر الطرفين مسؤولين عن ضعف وضمور الدراما في الإمارات.