الشارقة: «الخليج»
شهد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أمس السبت، الندوة الدولية السابعة لمركز الأمير عبدالمحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية، في مقر المركز بالشارقة، والتي جاءت بعنوان «السلم المجتمعي وممكنات مواجهة التحديات الراهنة».
وثمن صاحب السموّ حاكم الشارقة، في مداخلته، خلال الندوة، جهود المركز، مؤكداً سموّه أنه يقدم أفكاراً نيّرة تخدم أصحاب القرار.
وأشار سموّه، إلى أن القرآن الكريم، دعا إلى المسؤولية المجتمعية المشتركة للرجال والنساء على حدٍّ سواء، مقرونةً بالتعارف منهجاً محدداً بالمبادئ والإيمان في كل الأمور التي يقوم بها الأفراد، حيث إن الله سبحانه وتعالى، حدّد إطار التعارف في الكرم، والتقوى التي يجب أن تكون هي الإطار الفاعل لكل التصرفات الفردية، مستنداً في ذلك إلى قوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير».
وأوضح سموّه أن الله سبحانه وتعالى - ومن خلال الآية الكريمة - يعلم بما تنطوي عليه النفوس، من أغراض التواصل والتعارف الذي يجب أن يكون مفيداً للمجتمع، داعياً إلى إعمال التقوى ووضعها في المقدمة، خاصة فيما يتعلق بحقوق الناس جميعاً.
وكانت فعاليات الندوة، بدأت بكلمة للأميرة الدكتورة سارة بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعود، الرئيسة العامة للمركز، رحبت فيها بصاحب السموّ حاكم الشارقة، مقدمة أسمى آيات الشكر إلى سموّه، على رعايته للندوة، ودعمه الدائم للمركز في مختلف فعالياته العلمية والمعرفية.
وقالت، «نعيش في حاضر قلق متوتر، سريع التحول، كثير التغيرات، متتالي الهزات، مُحاصر من شرق وغرب، وشمال وجنوب بالالتباس والتعقيد، والاختلاف والخلاف، وكثرة التوجهات والوجهات، وتنوع ملامح التفكير، بين التسالم والتصادم، والتصالح والتصارع، أوالتقارب والتباعد، تحكمنا فيه مجموعة من المصطلحات كالحرية، والعدالة، والديمقراطية، والتغيير، والنهضة، والتقدم، والإصلاح، والحقوق، والوسطية... وغيرها كثير، التي صاغتها تحولات المفهوم، وشكلها تغلب المصالح، وحولها من وسائل التقاء وتعاون، إلى شرارات تؤجج بؤر الصراع الفكري، والنزاع المذهبي، والتوتر المجتمعي، والاقتتال الدموي، بسوء فهم، أو إشكالية تطبيق. لتنعكس سلباً على مفهوماتنا الدينية، وموروثاتنا الثقافية، وهويتنا المجتمعية. فكان الفعل، ورد الفعل كلاهما عنيفٌ حاد متضاد. مراوح بين القبول والرفض، والالتحام والتفكك، الاندماج والعزلة في صراع تنافس محتدم».
وأضافت رئيسة المركز، «بين واقع حياتي حقيقي معيش، وعوالم افتراضية مفتعلة مُحاصِرة، تتشابك دوائرها بقوة، لتطبق على عقلية الفرد ونفسيته، فكره وثقافته، إيمانه ومعتقداته؛ تزلزل أرض اليقين في قلبه، وتملأ بالشروخ جدران واقعه، وتلقي بظلالها على قيمه، وتشوه بعض مبادئه، وتحولها إلى هجين غريب، يزعزع سكينته، ويكشف عوار تماسكه الداخلي، وهشاشة سلمه المجتمعي، وضعف أسوار مقاومته الخارجية، وقابليته ومجتمعه للانهيار السريع تحت ضغط فكر قادم، وثقافي جديد، وطمع مستعر ليجد نفسه يقف وحيداً، لا يملك نسقاً فكرياً واضح المفهومات، أو رؤى تحدد له ملامح الطريق إلى سلمه المجتمعي، أو وعياً أخلاقياً أصيلاً، يحيل المفهومات والقيم إلى واقع عملي معيش يحتمي به».
وتساءلت الأميرة سارة، في ختام كلمتها عن المحاور التي تحاصر السلم المجتمعي في عالمنا المعاصر، قائلة: «أي سلم مجتمعي نأمل به؛ في مفهومه، ومعناه، وصوره الذهنية، وتجلياته الواقعية؟ وهل نملك وعياً أخلاقياً يحيل المفاهيم والقيم إلى واقع عملي؟ وهل الفضاءات الرقمية والعوالم المفتوحة، تتحدى هذا السلم وتؤثر فيه وتبتلعه، لتعيد صياغة المجتمع، وتشكيل فكره وقيمه وهويته وفق مقاصدها وغاياتها؟ وهل نملك استراتيجية حضارية مستقبلية واضحة المعالم، تعزز ضمانات السلم المجتمعي في تحقيق وحدته، وتنوعه الثقافي والاجتماعي والإثني دون الإضرار بأحد؟ وهل التعدد والتنوع خيار لنا، أو هو ضرورة حتمية؟ وكيف يستطيع المجتمع الحفاظ على وحدته وتماسكه في سيره المستقبلي؟».
بعد ذلك بدأت أولى جلسات الندوة التي ناقشت محور الصور الذهنية للسلم المجتمعي، وتجلياتها في الواقع. وناقش الباحثون المشاركون فيها مفاهيم السلم المجتمعي، والوعي ودوره في تشكيل السلم المجتمعي، والعوالم المفتوحة وتأثيرها في صياغة المجتمع وتشكيل قيمه وهويته، إلى جانب ورقة ناقشت شبكات التواصل الاجتماعي وأثرها في السلم المجتمعي.
أما الجلسة الثانية بعنوان «ضمانات السلم المجتمعي بين الوحدة والتنوع»، فقدم المشاركون فيها ورقتين تناولت الأولى التعددية والتنوع الاجتماعي والثقافي والإثني، وناقشت الثانية: وحدة المجتمع وتماسكه في ظل التوقعات المستقبلية.
وشهدت الندوة مداخلات من الحضور الذين ناقشوا موضوعات السلم المجتمعي وتأثيرات التعددية الثقافية، والتعايش الاجتماعي، والثورة الرقمية المتمثلة في شبكات التواصل الاجتماعي والمجتمعات الجديدة الافتراضية، وضرورة العمل على تحصين المجتمع وحضه على التمسك بقيمه وعاداته؛ لتفادي سلبيات التواصل الكوني الحديث.
وتفضل صاحب السموّ حاكم الشارقة، في نهاية الندوة بتكريم المشاركين والمتحدثين في الندوة من العلماء والباحثين ومديري الجلسات.
حضر الندوة، الأميرة مشاعل بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعود، عضو مجلس أمناء المركز، ومحمد عبيد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعدد من الباحثين والمختصين والمفكرين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
شهد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أمس السبت، الندوة الدولية السابعة لمركز الأمير عبدالمحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية، في مقر المركز بالشارقة، والتي جاءت بعنوان «السلم المجتمعي وممكنات مواجهة التحديات الراهنة».
وثمن صاحب السموّ حاكم الشارقة، في مداخلته، خلال الندوة، جهود المركز، مؤكداً سموّه أنه يقدم أفكاراً نيّرة تخدم أصحاب القرار.
وأشار سموّه، إلى أن القرآن الكريم، دعا إلى المسؤولية المجتمعية المشتركة للرجال والنساء على حدٍّ سواء، مقرونةً بالتعارف منهجاً محدداً بالمبادئ والإيمان في كل الأمور التي يقوم بها الأفراد، حيث إن الله سبحانه وتعالى، حدّد إطار التعارف في الكرم، والتقوى التي يجب أن تكون هي الإطار الفاعل لكل التصرفات الفردية، مستنداً في ذلك إلى قوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير».
وأوضح سموّه أن الله سبحانه وتعالى - ومن خلال الآية الكريمة - يعلم بما تنطوي عليه النفوس، من أغراض التواصل والتعارف الذي يجب أن يكون مفيداً للمجتمع، داعياً إلى إعمال التقوى ووضعها في المقدمة، خاصة فيما يتعلق بحقوق الناس جميعاً.
وكانت فعاليات الندوة، بدأت بكلمة للأميرة الدكتورة سارة بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعود، الرئيسة العامة للمركز، رحبت فيها بصاحب السموّ حاكم الشارقة، مقدمة أسمى آيات الشكر إلى سموّه، على رعايته للندوة، ودعمه الدائم للمركز في مختلف فعالياته العلمية والمعرفية.
وقالت، «نعيش في حاضر قلق متوتر، سريع التحول، كثير التغيرات، متتالي الهزات، مُحاصر من شرق وغرب، وشمال وجنوب بالالتباس والتعقيد، والاختلاف والخلاف، وكثرة التوجهات والوجهات، وتنوع ملامح التفكير، بين التسالم والتصادم، والتصالح والتصارع، أوالتقارب والتباعد، تحكمنا فيه مجموعة من المصطلحات كالحرية، والعدالة، والديمقراطية، والتغيير، والنهضة، والتقدم، والإصلاح، والحقوق، والوسطية... وغيرها كثير، التي صاغتها تحولات المفهوم، وشكلها تغلب المصالح، وحولها من وسائل التقاء وتعاون، إلى شرارات تؤجج بؤر الصراع الفكري، والنزاع المذهبي، والتوتر المجتمعي، والاقتتال الدموي، بسوء فهم، أو إشكالية تطبيق. لتنعكس سلباً على مفهوماتنا الدينية، وموروثاتنا الثقافية، وهويتنا المجتمعية. فكان الفعل، ورد الفعل كلاهما عنيفٌ حاد متضاد. مراوح بين القبول والرفض، والالتحام والتفكك، الاندماج والعزلة في صراع تنافس محتدم».
وأضافت رئيسة المركز، «بين واقع حياتي حقيقي معيش، وعوالم افتراضية مفتعلة مُحاصِرة، تتشابك دوائرها بقوة، لتطبق على عقلية الفرد ونفسيته، فكره وثقافته، إيمانه ومعتقداته؛ تزلزل أرض اليقين في قلبه، وتملأ بالشروخ جدران واقعه، وتلقي بظلالها على قيمه، وتشوه بعض مبادئه، وتحولها إلى هجين غريب، يزعزع سكينته، ويكشف عوار تماسكه الداخلي، وهشاشة سلمه المجتمعي، وضعف أسوار مقاومته الخارجية، وقابليته ومجتمعه للانهيار السريع تحت ضغط فكر قادم، وثقافي جديد، وطمع مستعر ليجد نفسه يقف وحيداً، لا يملك نسقاً فكرياً واضح المفهومات، أو رؤى تحدد له ملامح الطريق إلى سلمه المجتمعي، أو وعياً أخلاقياً أصيلاً، يحيل المفهومات والقيم إلى واقع عملي معيش يحتمي به».
وتساءلت الأميرة سارة، في ختام كلمتها عن المحاور التي تحاصر السلم المجتمعي في عالمنا المعاصر، قائلة: «أي سلم مجتمعي نأمل به؛ في مفهومه، ومعناه، وصوره الذهنية، وتجلياته الواقعية؟ وهل نملك وعياً أخلاقياً يحيل المفاهيم والقيم إلى واقع عملي؟ وهل الفضاءات الرقمية والعوالم المفتوحة، تتحدى هذا السلم وتؤثر فيه وتبتلعه، لتعيد صياغة المجتمع، وتشكيل فكره وقيمه وهويته وفق مقاصدها وغاياتها؟ وهل نملك استراتيجية حضارية مستقبلية واضحة المعالم، تعزز ضمانات السلم المجتمعي في تحقيق وحدته، وتنوعه الثقافي والاجتماعي والإثني دون الإضرار بأحد؟ وهل التعدد والتنوع خيار لنا، أو هو ضرورة حتمية؟ وكيف يستطيع المجتمع الحفاظ على وحدته وتماسكه في سيره المستقبلي؟».
بعد ذلك بدأت أولى جلسات الندوة التي ناقشت محور الصور الذهنية للسلم المجتمعي، وتجلياتها في الواقع. وناقش الباحثون المشاركون فيها مفاهيم السلم المجتمعي، والوعي ودوره في تشكيل السلم المجتمعي، والعوالم المفتوحة وتأثيرها في صياغة المجتمع وتشكيل قيمه وهويته، إلى جانب ورقة ناقشت شبكات التواصل الاجتماعي وأثرها في السلم المجتمعي.
أما الجلسة الثانية بعنوان «ضمانات السلم المجتمعي بين الوحدة والتنوع»، فقدم المشاركون فيها ورقتين تناولت الأولى التعددية والتنوع الاجتماعي والثقافي والإثني، وناقشت الثانية: وحدة المجتمع وتماسكه في ظل التوقعات المستقبلية.
وشهدت الندوة مداخلات من الحضور الذين ناقشوا موضوعات السلم المجتمعي وتأثيرات التعددية الثقافية، والتعايش الاجتماعي، والثورة الرقمية المتمثلة في شبكات التواصل الاجتماعي والمجتمعات الجديدة الافتراضية، وضرورة العمل على تحصين المجتمع وحضه على التمسك بقيمه وعاداته؛ لتفادي سلبيات التواصل الكوني الحديث.
وتفضل صاحب السموّ حاكم الشارقة، في نهاية الندوة بتكريم المشاركين والمتحدثين في الندوة من العلماء والباحثين ومديري الجلسات.
حضر الندوة، الأميرة مشاعل بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعود، عضو مجلس أمناء المركز، ومحمد عبيد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعدد من الباحثين والمختصين والمفكرين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.